١٢- ومنها: بيان سوء عاقبة المكذبين، الذين أصروا على كفرهم، ولم يستمعوا لنصائح أنبيائهم، واستحبوا العمى على الهدى، وجحدوا نعم الله تعالى واستعملوها في المعاصي لا في الطاعات.
ونرى نماذج لذلك في قصة قارون الذي آتاه الله تعالى من النعم ما أتاه، فلم يشكر الله تعالى على نعمه، بل قال بكل غرور وصلف: "إنما أوتيته على علم عندي".
كما نرى نماذج لذلك في قصة أهل سبأ الذين قال الله تعالى في شأنهم: [﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ "١٥" فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ "١٦" ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ "١٧"﴾ (سورة سبأ: الآيات: ١٥ ـ ١٧)]
ولفظ "سبأ" في الأصل: اسم لرجل ينتهي نسبه إلى أول ملك من ملوك اليمن، والمراد به هنا: الحي أو القبيلة المسماة باسمه، وكانوا يسكنون بمأرب على مسيرة ثلاثة أيام من صنعاء.
والمعنى: لقد كان لقبيلة سبأ في مساكنهم، علامة واضحة على فضل الله مساكنهم والثاني عن شمالها.. وقال الله تعالى لهم على ألسنة الصالحين منهم: "كلوا من رزق ربكم واشكروا له" نعمه، فأنتم تسكون في بلدة طيبة، فيها كل ما تحتاجونه، وقد منحها لكم الله الرحيم بكم، الغفور لذنوبكم، فاشكروه على ذلك.


الصفحة التالية
Icon