ماله بعلمه وفضله معتقدًا على زعمه أن الله يحبه ولذلك أعطاه المال الكثير.
ولما حلّ بقارون ما حلّ من خسف الأرض وذهاب الأموال وخراب الدار وخسفها، ندم مَن كان تمنى مثل ما أوتي وشكروا الله تعالى الذي لم يجعلهم كقارون طغاة متجبرين متكبرين فيخسف بهم الأرض.
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا واجعلنا من سعداء الآخرة يا رب العالمين. (١)
المعنى العام للآيات
إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم مع أنه منهم، وعاش معهم ولكنه لم يرع لذلك كله حرمة أو جوارا، وبغى عليهم حتى جمع ذلك المال الوفير، وبغى عليهم بتكبره وطغيانه وظلمه لهم.
وآتاه اللّه من الأموال المنقولة والثابتة ما إن علمه والإحاطة به والمحافظة عليه لتنوء به العصبة من أولى العلم والقوة وبعضهم يرى أن المعنى. وآتيناه من الكنوز والأموال ما إن مفاتيح خزائنه لتنوء بحملها العصبة من الرجال أولى القوة، ومنشأ هذا الخلاف في الرأى أن المفاتيح قد يراد بها العلوم والمعارف نظرا إلى قوله تعالى : وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ [سورة الأنعام آية ٥٩] وقد يراد بها مفاتيح الخزائن المعروفة.
كان قارون من قوم موسى، وكان ذا مال وفير، والمقصود المهم من القصة هو ما يأتى :