تعالى أن يعذب الأطفال عذاباً دائماً بغير جرم، قلنا لا يجوز أن يفعله وليس في الآية ما يدل عليه (١)
٣- العاقبة الحسنى وهي الجنة لأهل الإِيمان والتقوى. (٢)
فالتقوى في القلب هي التي تؤهله للانتفاع بهذا الكتاب. هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل ويؤدي دوره هناك. هي التي تهيىء لهذا القلب أن يلتقط وأن يتلقى وأن يستجيب.
لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم. بقلب خالص. ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى ويتوقى، ويحذر أن يكون على ضلالة، أو أن تستهويه ضلالة.. وعندئذ يتفتح القرآن عن أسراره وأنواره، ويسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقيا، خائفا، حساسا، مهيأ للتلقي.. فذلك التقوى.. حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة، وحذر دائم، وتوق لأشواك الطريق.. طريق الحياة.. الذي تتجاذبه أشواك الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمطامح، وأشواك المخاوف والهواجس، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، والخوف الكاذب ممن لا يملك نفعا ولا ضرا. وعشرات غيرها من الأشواك! (٣)

(١) - تفسير الفخر الرازى ـ موافق للمطبوع -جزء : ٢٥ رقم الصفحة : ٢٣ وتفسير اللباب لابن عادل ـ موافق للمطبوع - (١ / ٤٠٢٥) وتفسير السراج المنير ـ موافق للمطبوع - (٣ / ١١٦)
(٢) - أيسر التفاسير للجزائري - (٣ / ١٨٨)
(٣) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (١ / ٣٨)


الصفحة التالية
Icon