من ثغر

وتُنظَمُ أزواجاً تثُير معادناً تخيرها أهل القرون على التبر
تنانانتااتاتاتاتا
هُمُ بحروف الذكرِ مع كلماتِه وآياته أثروا بأعْدادِها الكُثْرِ
وهاموا بعَقْدِ الآي في صلواتِهم لحضَّ رسول الله في حظِّها المثْرِ
وقد صحَّ عنه أنَّ إحرازَ آيِةٍ
... مِنَ العَدِّ والتَّعيينِ ما لاح كالفَجْرِ
الفصل الثالث: في الأعداد المتداولة بين علماء الأمصار
اعلم أن حفَّاظ القرآن من الصحابة والتابعين كانوا يعتبرون علم الآيات من حيث مبادئها وخواتمها ويهتمون بها غاية الاهتمام ثم نقلها الخلف عن السلف ودونوا فيها كتباً نظماً ونثراً، ووضعوا فيه القواعد الكلية المستنبطة من أقوال السلف وهو معنى قول الشاطبي:
ولمَّا رأى الحُفَّاظُ أسلافَهُم عُنُوا بها دوَّنُوها عَنْ أُولِي الفَضْلِ والبِرِّ(١)
(١) قول الناظم: ((ولما رأى الخ)) الأسلاف جمع سلف وهو كل من تقدمك من آبائك وأقربائك كذا في القاموس، والمراد هنا من تقدم من الصحابة والتابعين، وعنوا من العناية بمعنى التزموا واهتموا بها ودوَّنوها، والتدوين في الأصل جمع أسماء الجيش وأعطيتها في الدفاتر والصحف ثم استعمل في جمع العلوم ووضع قواعدها في الكتب وهو المراد هنا أي جمعوا قواعد هذا العلم وألفوا، وأولوا الفضل والبر في هذا البيت هم أهل القرآن، والمراد من الرؤية رؤية البصيرة وهي العلم لأنه علم رواية لا دراية. أنظر لوامع البدر/ مخطوط.
والمراد بحفَّاظ القرآن الذين ألفوا ووضعوا القواعد هم الذين جاءوا بعد عصر الصحابة والتابعين والمعنى كما ذكره الشارح.


الصفحة التالية
Icon