وهو يشير بهذا البيت إلى قول الإمام الداني في أصل القصيدة(١) بعد نقله للحديث والآثار المتقدمة(٢) وغيرها وبالجملة في هذه السنن والآثار التي اجتنيناها في هذه الأبواب مع كثرتها واشتهار نقلتها دليل واضح وشاهد قاطع على ما بين أيدينا ممَّا نقله إلينا علماؤنا عن سلفنا من عدِّ الآي ورؤوس الفواصل والخموس(٣) والعشور وعدد جمل آي السور على اختلاف ذلك واتفاقه أنه مسموع من رسول الله ﷺ ومأثور عنه وأن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين تلقوا ذلك منه، وكذلك تلقيناه كتلقيهم منه حروف القرآن واختلاف القراءة سماعاً ثم أدَّاه التابعون على نحو ذلك إلى الخالفين أداءً فنقله عنهم أهل الأمصار وأدَّوه(٤) إلى الأمة وسلكوا في نقله وأدائه الطرق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع ولذلك صار مضافاً إليهم ومرفوعاً عليهم، قال الشارح(٥): وهم الذين سيذكرهم الناظم بسندهم وهذا لا يمنع استنباط القواعد والمسائل من جزئياتهم المسموعة(٦) انتهى.

(١) المراد بالقصيدة هي ناظمة الزهرالتي بين أيدينا والمراد بأصلها هو البيان لأبي عمرو الداني في عدِّ آي القرآن وهو مخطوط وما أشار إليه الشارح من قول الداني في الورقة/ ٩.
(٢) أي في الفصل الثاني.
(٣) في نسخة (ب، ج) (الخمسوس) وهو تحريف والصواب ما ذكرناه كما في (أ).
(٤) في نسخة (أ، ب) وضع ضمة على الدال، والصواب وضع فتحة.
(٥) قوله: قال الشارح، المراد بالشارح لعلَّه صاحب لوامع البدر الذي أشرنا إليه في المقدمة مخطوطة ورقة ٣٠.
(٦) انتهى ما قاله الداني في البيان في الورقة ٩.


الصفحة التالية
Icon