وأما العدد البصري فهو ما واه الإمام الداني بسنده إلى عام الجحدري(١) وعطاء بن يسار، وهذا العدد هو الذي ينسبه أهل البصرة بعد عاصم إلى أيوب(٢) ابن المتوكل وعليه مصاحفهم الآن وليس بينهم فيه خلاف، وقد اتفق عاصم وعطاء في جملة الآيات واختلف عاصم وأيوب في عد قوله تعالى :(وَالْحَقَّ أَقُولُ)(٣) في سورة (ص) كما سيأتي إنشاء الله، وعدد آيات القرآن، وقد أشار الشاطبي إلى العدد المدني والكوفي بقوله:

فعَن نافِعٍ شَيْبَةٍ ويَزيدَ أوْ وَلُ المدَنِي إذْ كُلُّ كُوفِ به يُقري(٤)
وحمزةُ مع سُفيانَ قد أسنَدَاهُ عَنْ عَليٍّ عَنْ أشْيَاخٍ ثقاتِ ذوي خُبْر
والآخرُ إسماعيلُ يَروِهِ عَنْهُما
... بِنَقْلِ ابن جَمَّازٍ سُليمانَ ذِي النَّشرِ(٥)
(١) ترجمته في ملحق الأعلام رقم ٢٩.
(٢) ترجمته في ملحق الأعلام رقم ٩.
(٣) الآية ٨٤ سورة ص.
(٤) قول الناظم (فعن نافع الخ) أخذ الحفاظ عدد المدني الأول عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري الخ.
(٥) قول الناظم: ((وحمزة مع سفيان الخ)) أسنداه أي نسباه ورفعاه موصلاً بسنده، ثقات: جمع ثقة وهو العالم الصدوق الذي يوثق بخبره، والخُبر بضم الخاء العلم الواسع والمعرفة التامة.
والمعنى: بين الناظم سند أهل الكوفة في اختيارهم وأنه قد أسند إلى حمزة وسفيان الخ.
قول الناظم: ((والآخر إسماعيل الخ)) النشر: الرائحة الطيبة ويراد به حسن الذكر والخلق الجميل ترتيب القاموس ج ٤ ص ٣٧١.
ومعناه: بيان الناظم للندني الثاني المعبر عنه بالمدني الأخير وهو المنسوب إلى إسماعيل بن جعفر الخ.


الصفحة التالية
Icon