الحمد لله الواحد لا من قلة وعد، الأحد فما له من كيفية ولا حد، الماجد بذاته لا بأب ولا جد، الواجد فمن هباته كل سعة وجد، سبحانه تقدست ذاته عن (الأمكنة والظروف، وتنزَّه كلامه عن الأصوات والحروف(١) والصلاة والسلام علة سيدنا ومولانا محمد الصادق الأمين الذي خُتم برسالته تعداد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه الذين بينوا مقاطع الآيات، وعلى التابعين الآخذين عنهم حروف القرآن بضبط القراءات والروايات أما بعد:
فيقول فقير رحمة ربه الولي الحميد، رضوان بن محمد المكنى بأبي عيد، أن العلوم المتعلقة بتلاوة الكتاب العزيز وإن كثر تعدَادُها، وانتشر في الخافقين على مرِّ الزمان مَدَدُها فغايتُها بحرٌ قعْرَهُ لا يُدرَك ونهايتُها طَود شامِخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك، ومن أهم ما اشتدت إليه حاجة الطالبين، وامتدت نحوه أعناق المهرة من الراغبين ما تعلق بمعرفة فواصل الآيات ومبادئها وما اتفق على عده منها وما

(١) ما قاله الشارح هنا مخالف لما عليه سلف الأمة من أن صفات الله عز وجل توقيفيه فلا ينفى عنه إلا ما نفى عن نفسه، مثل المكان فإنه إن قصد به مكاناً مخلوقاً فالله أعظم من أن يكون في مخلوق. وإن قصد به جهة العلو وهو مقصود نفاه المكان، فر ينفي عن الله عز وجل بل هو عال على خلقه ومستو على عرشه أما الأصوات والحروف فقد ثبت في الكتاب والسنَّة إثباتها لكلام الله تعالى فلا ينفى عنه بدعوى التنزيه بل يثبت على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته من غير تشبيه ولا تكييف (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).


الصفحة التالية
Icon