جرى الخلف فيها، كيف لا وقد اشتغل بضبطها أكابر الصحابة الأعلام حال تلقيهم خمساً وعشراً من النبي عليه الصلاة والسلام ثم نقلها كذلك الخلف عن السلف وهلمَّ (١)
(١) لم يتعرض الشارح لأبيات الناظم التي تفيد الحمد لله في افتتاح قصيدته والتي تفيد أيضاً طلب العون منه ثم صلاته وسلامه على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وذلك اكتفاء بمقدمته التي تفيد هذا المعنى ولأنه كما قلنا يذكر المعنى ثم يذيِّله بما مست إليه الحاجة من أبيات الناظم وأول ما ذكر الشارح من الناظمة قوله: إني استخرت الله ثم استعنته الخ.
وتتميماً للفائدة سأشرح ما تركه الشارح فأقول مستعيناً بالله، قال المصنف رضي الله عنه:
بَدَأتُ بحمدِ الله ناظِمةَ الزُّهر
لِتَجْني بعونِ الله عيناً من الزَّهْر
قوله: بدأت من البدء وهو الابتداء يقال: يقال بدأ به جعله في أول الشيء، وناظمة الزهر عَلَم هذه القصيدة وسميت به لتشبيهه أبياتها بالزهر وهو جمع الأزهر مأخوذ من الزهر وهي النضارة والحسن في الأشياء، أي ناظمة الأبيات المشابهة الأشياء الحسنة التي يميل الإنسان إلى نضارتها، وقوله: لتجنى من الجنْى من باب رمى يرمي بمعنى الجمع.
والحمد: الثناء بالجميل على جهة التعظيم، وقوله عينا: المراد به هنا خيار الشيء أي نوع الكرم منه.
والمعنى: بدأ الناظم رحمه الله تعالى كتابه بالحمدلة اقتداء بكتاب الله تعالى وسنَّة رسوله الأمين القائل: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر)) أي قليل البركة. قال المصنف:
وعِذْتُ بربي من شُرورِ قضائه
ولِذْت به في السرِّ والجهر من أمري
قول الناظم: لذت من اللوذ وهو أشد الاستعاذة عاذ بالشيء التجأ إليه وتحصن به، والشرور جمع شر والشر ما تضر عاقبته والأمر الشأن هو واحد الأمور، أنظر لوامع البدر وترتيب القاموس ج٨٤ ص١٨٢، والمعنى عذت بربي في حالتي السر والجهر من الأمر الذي يصيبني ويمنعني عن التأليف ومن شرور قضائه الذي يقتضيه في حقي، قال المصنف:
بِحيِّ مُريدٍ عالمٍ متكلمٍ
سميعٍ بصيرٍ دائمٍ قادر وتْر
قوله الوتر: الفرد، والمعنى: عذت بالمتصف بهذه الصفات لأن من اتصف بها كان خير معاذ وأفضل ملاذ، وفي هذا البيت ثناء من الناظم على الله عز وجل حيث وصفه ببعض صفاته التي وصف الله بها نفسه في القرآن الكريم وهو متصف بصفات الكمال سبحانه وتعالى (ليس كمثله شيء) فهو دائم مبرأ عن التغيرات، ومتصف بالوتر وهو الوحدانية لا شريك له في الذات ولا نظير له في الصفات وهذا بيان لحقيقة الحمد لله تعالى، قال المصنف:
وأحْمَدُه حمْداً كثيراً مباركاً
وأسأله التَّوفيقَ للذَكر والشُّكْرِ
قول الناظم: أحمده الخ: التوفيق توجيه العبد إلى الخير وتيسير أسبابه له والمراد بالذكر هنا ذكر الله تعالى وحده وهو شامل لذكره باللسان وتذكر عظمته بالقلب، والشكر هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق له، أنظر بشير اليسر ص٩.
والمعنى: أحمد الله حمداً جمَّاً كثيراً تحفه البركة والخير لكثرة نعمه وعظيم آلائه وإحسانه، وكأن حمد الله في مستهل القصيدة كان حمداً له باعتبار ذاته، وكان هنا باعتبار نعمه وعطاياه.
ثم يسأل رحمه الله تعالى ربه التوفيق لذكره وتذكره ومراقبته وشكره على نعمه وآلائه، وأفضل الذكر تلاوة كلام الله والاشتغال به، ومن شُكر الله على نعمة القرآن، الاهتمام بمعرفة آيه وعلومه.
وتتميماً للفائدة سأشرح ما تركه الشارح فأقول مستعيناً بالله، قال المصنف رضي الله عنه:
بَدَأتُ بحمدِ الله ناظِمةَ الزُّهر
لِتَجْني بعونِ الله عيناً من الزَّهْر
قوله: بدأت من البدء وهو الابتداء يقال: يقال بدأ به جعله في أول الشيء، وناظمة الزهر عَلَم هذه القصيدة وسميت به لتشبيهه أبياتها بالزهر وهو جمع الأزهر مأخوذ من الزهر وهي النضارة والحسن في الأشياء، أي ناظمة الأبيات المشابهة الأشياء الحسنة التي يميل الإنسان إلى نضارتها، وقوله: لتجنى من الجنْى من باب رمى يرمي بمعنى الجمع.
والحمد: الثناء بالجميل على جهة التعظيم، وقوله عينا: المراد به هنا خيار الشيء أي نوع الكرم منه.
والمعنى: بدأ الناظم رحمه الله تعالى كتابه بالحمدلة اقتداء بكتاب الله تعالى وسنَّة رسوله الأمين القائل: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر)) أي قليل البركة. قال المصنف:
وعِذْتُ بربي من شُرورِ قضائه
ولِذْت به في السرِّ والجهر من أمري
قول الناظم: لذت من اللوذ وهو أشد الاستعاذة عاذ بالشيء التجأ إليه وتحصن به، والشرور جمع شر والشر ما تضر عاقبته والأمر الشأن هو واحد الأمور، أنظر لوامع البدر وترتيب القاموس ج٨٤ ص١٨٢، والمعنى عذت بربي في حالتي السر والجهر من الأمر الذي يصيبني ويمنعني عن التأليف ومن شرور قضائه الذي يقتضيه في حقي، قال المصنف:
بِحيِّ مُريدٍ عالمٍ متكلمٍ
سميعٍ بصيرٍ دائمٍ قادر وتْر
قوله الوتر: الفرد، والمعنى: عذت بالمتصف بهذه الصفات لأن من اتصف بها كان خير معاذ وأفضل ملاذ، وفي هذا البيت ثناء من الناظم على الله عز وجل حيث وصفه ببعض صفاته التي وصف الله بها نفسه في القرآن الكريم وهو متصف بصفات الكمال سبحانه وتعالى (ليس كمثله شيء) فهو دائم مبرأ عن التغيرات، ومتصف بالوتر وهو الوحدانية لا شريك له في الذات ولا نظير له في الصفات وهذا بيان لحقيقة الحمد لله تعالى، قال المصنف:
وأحْمَدُه حمْداً كثيراً مباركاً
وأسأله التَّوفيقَ للذَكر والشُّكْرِ
قول الناظم: أحمده الخ: التوفيق توجيه العبد إلى الخير وتيسير أسبابه له والمراد بالذكر هنا ذكر الله تعالى وحده وهو شامل لذكره باللسان وتذكر عظمته بالقلب، والشكر هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق له، أنظر بشير اليسر ص٩.
والمعنى: أحمد الله حمداً جمَّاً كثيراً تحفه البركة والخير لكثرة نعمه وعظيم آلائه وإحسانه، وكأن حمد الله في مستهل القصيدة كان حمداً له باعتبار ذاته، وكان هنا باعتبار نعمه وعطاياه.
ثم يسأل رحمه الله تعالى ربه التوفيق لذكره وتذكره ومراقبته وشكره على نعمه وآلائه، وأفضل الذكر تلاوة كلام الله والاشتغال به، ومن شُكر الله على نعمة القرآن، الاهتمام بمعرفة آيه وعلومه.