من أكابر العلماء لكنه غلب عليه التحريف لجهل الكتَّاب نثراً ونظماً. وقد جمعت عدة من الكتب المؤلفة في هذا الشأن مثل: كتاب الإتقان في علوم القرآن واستخلصت من مجموعها هذه الخلاصة المفيدة، وذيلت عباراتها بما مست إليه الحاجة(١) من أبيات القصيدة ليكون ذلك في تحقيق المسائل مَرجعاً، ولمزيد الإقناع برهاناً لامعاً، ثم إني أذكر إن شاء الله تعالى في أول كل سورة اختلاف مكِّيها ومدنيها ثم أتَّبِعُ ذلك بترتيب نولها ثم بنظيرتها في عدد آياتها، ثم بعَدِّ كلماتها وحروفها ثم قاعدة الفواصل ثم بكمية عددها وما وقع الاختلاف فيه بين العادِّين الأفاضل ثم بمشبه الفاصلة مذيِّلاً بالشواهد من الأبيات ثم بذكر المتفق عليه من خواتيم الآيات، وسميته بالقول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز وأرجو ممن وقف عليه فرأى ما يُعاب، أن ينظر إليه بعين الرضا والصواب، فما كان من نقص كمَّله، ومن خطأ أصلحه وعدَّله فقلَّ ما يخلص مصنف من الهفوات أو ينجو مؤلف من العثرات، ومن الله أستمد الإعانة على التكميل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذه مقدمة ذِكرُها مهم قبل الشروع في المقصود، وهي مشتملة على سبعة فصول:
الفصل الأول: في معنى هذا الفن وموضوعه واستمداده وفائدته.
الفصل الثاني: فيما ورد في عدد الآيات من الأحاديث والآثار.
الفصل الثالث: في الأعداد المتداولة بين علماء الأمصار.
الفصل الرابع: في معنى السورة والكلمة والحرف وعدد كل.
الفصل الخامس: في معنى الفاصلة وما يتعلق (بها)(٢).
الفصل السادس: في معنى الآية واشتقاقها وما يتعلق بذلك.
الفصل السابع: في اصطلاح الناظم في القصيدة.

(١) لم يترك الشارح من أبيات الناظمة إلا ستة أبيات من أولها التي تتضمن إثبات الحمد لله والاستعانة به الخ وكذلك أربعة أبيات من آخرها التي تتضمن الخاتمة وكذلك ثمانية أبيات من قوله: (وما تأتِ آيات الطوال وغيرها) الخ ورأى أنه لا حاجة إلى ذكرها.
(٢) سقط هذا اللفظ من (ب)


الصفحة التالية
Icon