الفصل الأول في معنى هذا الفن وموضوعه واستمداده وفوائده:
اعلم أن حدَّ هذا العلم أنه فن يبحث فيه عن أحوال آيات القرآن من حيث إن كل سورة كم آية وما رؤوسها، وما خاتمتها.
وموضوعه: آيات القرآن الكريم.
واستمداده: من مقدمات منقولة عن الصحابة مبنية على الأمور الاستحسانية والغرض منها تحصيل ملكةٍ يُقْتَدرُ بها على معرفة رؤوس الآي ومبادئها.
وفائدته: عدة أمور: منها معرفة الوقوف المسنون، فقد روى عن عمرو بن العلاء أنه كان يتعمَّد الوقوف على رؤوس الآي ويقول: هو أحبُّ إليَّ، فقد قال بعضهم: أن الوقف عليه سنَّة، وقال البيهقي في الشعب(١) وآخرون: الأفضل
الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما يعدها اتِّباعا لهَدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسنَّته.
ومنها: أن من لم يحفظ الفاتحة يتعين عليه قراءة سبع آيات بدلها، ومنها ما قال الفقهاء: أنه يجب في الخطبة قراءة آية تامة ولا يكفي شطرها إن لم تكن طويلة وكذا الطويلة على ما أطلقه الجمهور، واختلفوا فيما اختلف في كونه رأس آية هل تكفي القراءة به(٢) فيها أو لا؟ قال السيوطي: ولم أرَ من ذكره.
ومنها: اعتبارها في السورة التي تقرأ في الصلاة أو ما يقوم مقامها ففي الصحيح أنه ﷺ كان يقرأ في الصحيح بالستين إلى المائة(٣).
(٢) أنظر الإتقان للسيوطي ج١ ص١٦٩.
(٣) أنظر الترغيب والترهيب للمنذري ج١ ص ٤٤٠ والإتقان ج١ ص٩٢.