أشار بهذه الأبيات إلى قول الداني في الأصل(١) أن التشاكل في آي السور والتساوي بين الفواصل ليس بمبطل لما جاء نادراً وورد مخالفاً لذلك خارجاً عن حكم بنائه ووزنه وذلك من حيث عد كل العادين باتفاق منهم وباختلاف بينهم آيات غير مشبهات لما قبلهن وما بعدهن من الآي في القدر والطول والشبه ومن ذلك عدهم في النساء (ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)(٢)، وفي المرسلات (لَوَاقِعٌ)(٣) وفي الزلزال (لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)(٤)، وفي طه (مَا غَشِيَهُمْ)(٥) وفيها أيضاً (إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا)(٦) ونحو (وَلَا تَحْزَنَ)(٧) وغيرها انتهى.
تتمة: إعلم أن الفواصل ستة أقسام:
الأول: ما اختلف في كونه رأس آية ويشبهُ الفواصل نحو البسملة في أول الفاتحة والأصل يقتضي أن يكون رأس آية.
الثاني: ما اختلف في كونه رأس آية ولا يشبه الفواصل والأصل يقتضي أن لا يكون رأس آية نحو (إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا) في سورة طه و(أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)(٨) وفواتح السور.
الثالث: ما اتفقوا على كونه رأس آية ولا يشبه الفواصل والأصل يقتضي أن لا يكون رأس آية نحو (أَلَّا تَعُولُوا)(٩) في النساء.
الرابع: ما اتفقوا على عدم كونه رأس آية ويشبه الفواصل ويقتضي أحد الأصلين(١٠) أن يكون رأس آية والأصل الآخر يقتضي أن لا يكون رأس آية وقد رجح الثاني نحو (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ)(١١) في سورة النحل.

(١) انظر البيان لأبي عمرو الداني/ مخطوط وخلاصته ما أشار إليه أن التوقيف مقدم على التشاكل.
(٢) الآية: ٣.
(٣) الآية: ٧.
(٤) الآية: ٦.
(٥) الآية: ٧٨
(٦) الآية: ٩٢ سورة طه.
(٧) سورة طه الآية: ٤٠.
(٨) سورة الفاتحة الآية: ٧. وهذان القسمان ملتزمان بالذكر في النظم لأنهما مقصودان.
(٩) الآية: ٣.
(١٠) المراد بالأصلين هما المشاكلة والتناسب.
(١١) الآية: ٣١. وهذان القسمان التزم الناظم بذكرهما ووعد بذلك في قوله (وسوف يوافى بين الخ).


الصفحة التالية
Icon