ومعناه: أنها إما جماعة حروف من القرآن وطائفة منه مستغنية عما قبلها وعما بعدها(١)، أو حروف دالة وعلامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الكلام الذي بعدها وقد يجوز جمع المعنَيين فيها لأنها من حيث كونها مركبة من الحروف جماعة ومن حيث كونها علامة على صدق المُخبِر وعلى انقطاع الكلام دالة وهذا معنى قوله:

وَقَدْ تَجمَعُ الأمْرَيْنِ فِي سِلْكِ أمْرِهَا عَلَى سُنَّةِ السُّلاكِ فِي صِحَّةِ الفِكْرِ(٢)
قال في الإتقان: قال بعضهم: الصحيح أن الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السورة فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها يعني عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن وعما قبلها وعما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك قال: وبهذا القيد خرجت السورة انتهى(٣).
(١) لها مبدأ ومقطع وهي مندرجة في سورة فهي بائنة من أختها ومنفردة، وترتيب القاموس ج١ ص ٤٥٦.
(٢) السلك: الخيط التي تنتظم فيه الأشياء، والأمر: الشأن، وترتيب القاموس ج٢ ص ٦٠٠. والسنة: الطريقة، والسلاك جمع سالك وهو السائر المراد به هنا العالم المجتهد والمعنى: أن الناظم بعد أن بين العلل التي يبنى عليها الاختلاف في عدد رؤوس الآي بين الأئمة وأنهما أمران: أحدهما الأصول المذكورة كما مر، والثاني: الأخذ والسماع من السلف.
أراد الناظم في هذا البيت أن يبين صورة التعارض بين الأمرين والمراد بجمع الأمرين أن العلتين تتعارضان في آية واحدة فتقشي العلة حكماً والعلة الأخرى حكماً آخر فاحتيج إلى الترجيح، مثال ذلك: من عد آلم، اعتبر الخبر الوارد عن علي رضي الله عنه ومن لم يعده اعتبر عدم مساواته في القدر والطول، فرجَّح القياس على الخبر، وهذه سنة السالكين في الفكر الصحيح وقد بيَّن الشارح العلاقة بين المعنى اللغوي والقرآني. انظر لوامع البدر ورقة: ٧٧.
(٣) انظر الإتقان ج١ ص ١٨٨.


الصفحة التالية
Icon