واختلف النحويون في أصلها فقال الخليل(١): أصلها أيَيَةَ بوزن أمَنَةَ قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت آية، وقال الكسائي(٢) أصلها آيَيَة بوزن فاعِلة فلما اجتمع المثان جاز حذف أحدهما أو إدغامه فرجح الحذف للخفة فصارت آية بحذف الياء الأولى، وقال سيبويه(٣) والأخفش(٤) والفراء(٥): أصلها أيَّه بياء مشددة قبلها همزة على وزن فَعَّلَةَ بإسكان العين مثل أيَّةَ فأبدلت الياء الأولى الساكنة ألفا كراهة التشديد فصارت آية انتهى(٦).
تنبيهان: الأول علم مما تقرر أن لمعرفة فواصل الآيات أربع طرق(٧)، الأولى: المساواة بين الآية والسورة طولاً وقصراً، والثاني المشاكلة وهما الأصلان السابقان، والثالث: انقطاع الكلام كما يؤخذ من كلام الداني(٨) من أن الفاصلة هي الكلام المنفصل ومن معنى الآية السابق، والرابع اتفاقهم على عد نظير ذاك رأس آية في تلك السور أو في غيرها كما نبه على ذلك الشارح(٩) عند الكلام على الفاصلة ثم قال(١٠): وهذه الطرق قد توجد كلها في آية واحدة وقد يوجد بعضها وأنها إنما يصار إليها عند عدم النص على كون ما ذكر رأس آية أو ليست براس آية فإن وجد نصٌ فيعمل به دونها لأن جانب التوقيف راجح في هذا الفن.

(١) انظر ملحق الأعلان رقم: ١٧.
(٢) انظر الأشموني وحاشية الصبان عليه ج٤ ص ٣١٧ مطبعة الحلبي والتصريح على التوضيح للأزهري ج٢/٢٨٨.
(٣) انظر ملحق الأعلام رقم ٥٠.
(٤) انظر ملحق الأعلام رقم ١٩.
(٥) انظر ملحق الأعلام رقم ٧٧.
(٦) انظر البيان للداني محطوط ورقة: ٣٩ أو أن أصلها أيَيَة على وزن (فَعَلَة). مثل (أكمَة) و (شجَرة) فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصارت آية وقيل غير ذلك.
(٧) تسمى طرق معرفة الفاصلة.
(٨) انظر البيان للداني مخطوط ورقة: ٣٩.
(٩) المراد بالشارح هو صاحب لوامع البدر مخطوط ورقة: ٥٤،
(١٠) القائل هو صاحب لوامع البدر ورقة: ٥٤.


الصفحة التالية
Icon