[الثاني](١) قد تُستخرَجُ بعض الفواصل بمراعاة الأصلين السابقين من خلال بعض [آيات](٢) منها آية الكرسي(٣) وقد عبرت في كثير من الأحاديث بآية واحدة كما مر وقد عدها المدني الأول والشامي والكوفيون آية واحدة لظاهر لفظ الأحاديث وعدها الباقون آيتين أولاهما (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) والثانية (لَا تَأْخُذُهُ) إلى (الْعَظِيمُ) لأن كلمة القيوم مشاكلة لمل قبلها ولما بعدها ولانعقاد الإجماع على عد نظيره في أول آل عمران(٤) ومنها [الآيتان اللتان](٥) بعدها(٦) وهما: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)(٧) إلى (خَالِدُونَ)، وقد سبق تعبيرهما بآيتين في حديث الدرامي(٨) المار وفي أولاهما مما يشبه الفواصل موضع وهو (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) لأنه ينقطع الكلام عنده فيظن رأس آية ولكن لم يعده أحد لعدم مشاكلته لطرفيه وفي ثانيتهما موضع وهو قوله تعالى: (مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وقد عده المدني الأول للمشاكلة، ولكونه كلاماً مستقلاً ولم يعده الباقون لعطف ما بعده عليه ولورود الحديث بتعبيرها بآية واحدة ولعدم وعدم مساواتها لطرفيها. ومنها آية الدين وقد ورد فيها ما روى عن عبيد عن ابن شهاب(٩) قال: آخر القرآن(١٠) عهدا بالعرش آية الربا(١١) وآية الدين(١٢)

(١) قوله الثاني: أي التنبيه الثاني.
(٢) ١٠) في نسخة (ج) [الآيات] وما ذكر من (ب) وهو الصواب.
(٣) ١١) سورة البقرة: ٢٥٥.
(٤) الآية: ٢.
(٥) في نسخة (آ، ب) [الآيتين اللتين] والصواب ما ذكرناه كما في (ج).
(٦) أي بعد آية الكرسي.
(٧) الآية: ٢٥٦، ٢٥٧.
(٨) سنن الدرامي كتاب القرآن (باب فصل سورة البقرة).
(٩) انظر ملحق الأعلام رقم ٦٦.
(١٠) أخرج ابن جرير الطبري عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن بالعرش آية الدَّين. تفسير القرطبي ج٣ ص ١١٥ وهو مروي عن يونس عن ابن شهاب.
(١١) الآية ٢٧٥ سورة البقرة.
(١٢) الآية: ٢٨٢ سورة البقرة.


الصفحة التالية
Icon