، وقد عدها غير المكي(١) آية واحدة لذلك وعدها المكي آيتين أولاهما (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) (٢) وآخرها (شَهِيَد) على قول، والثانية: (وَإِنْ تَفْعَلُوْا) إلى (عَلِيْم)(٣) وعلى كون شهيد رأس آية عند المكي فهو مشاكل لما بعده ولكونه كلاماً تاماً. ومنها [أخيرتا](٤) البقرة وهما (آمَنَ الرَّسُولُ) إلى آخرها، وقد عُبِّرتا في الأحاديث بآيتين كما مر(٥) أما أولاهما فأولها (آمَنَ الرَّسُولُ)(٦) وآخرها (المَصِيْر) وفيها كلمة تشبه الفاصلة وهي (وَالمُؤمِنُوْن) لمشاكلتها لطرفيها فتظن رأس آية ولكن لم يعدها أحد لعد مساواتها لما بعدها، والثانية (يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا)(٧)إلى آخر السورة، وفيها أيضاً كلمة تشبه الفاصلة من حيث انقطاع الكلام عندها وهي (وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) فتظن رأس آية ولكنها لم يعدها أحد لعدم المشاكلة لطرفيها، ومنها (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا)(٨) [الأعراف](٩) فإن أولها (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى) وآخرها لفظ المؤمنين وفي أثنائها كلمتان تشبهان الفواصل وهما قوله تعالى (لَنْ تَرَاْنِي) وقوله تعالى (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا) لكون الكلام ينقطع بعهما فيُظَنَّان رأسي آية ولكنهما لم يعدهما أحد لعدم المشاكلة لما قبلهما ولما بعدهما وهذا معنى قول الشاطبي:

(١) ١٠) في نسخة (ب) [غيرها] والصواب ما ذكرناه.
(٢) ١١) الآية: ٢٨٢ سورة البقرة.
(٣) ١٢) نفس الآية السابقة.
(٤) ١٣) في نسخة (آ، ب) (أخيرتي) والصواب ما ذكر كما في (ج).
(٥) ١٤) كما مر في الفصل الثاني ص٩.
(٦) الآية: ٢٨٥ سورة البقرة.
(٧) نفس الآية السابقة.
(٨) سورة الأعراف الآية: ١٤٣.
(٩) في نسخة (ب) [بالاعراب] وهو تحريف.


الصفحة التالية
Icon