وقيل أن المدني ما نزل بعد الهجرة(١) فلا يلزم أن ينزل في نفس المدينة ونزلت بعد سورة النحل ونزل بعدها سورة آل عمران، ولا نظير لها في عدد آياتها وكلماتها ستة آلاف ومائة وإحدى وعشرون كلمة وحروفها هي خمسة وعشرون ألفاً وخمسمائة حرف وقاعدة فواصلها قم لندبر(٢) نحو خلاق في الموضع الثاني وعظيم والسبيل ويؤمنون ويريد، والأسباب وقدير.
تنبيه: الفواصل التي تذكر في أوائل السور ليست بمعناها الاصطلاحي بل المراد منها آخر الكلمة لأن الفاصلة في اصطلاح القوم(٣) في نحو يؤمنون هي الواو وفي نحو عظيم هي الياء فتنبه وعدد آياتها مائتان وثمانون وخمس مدني ومكي وشامي وست كوفي وسبع بصري كما يشير قول الشاطبي:

وَفِي البَقْرَهْ فِي العّدِّ بَصْرِيُّهُ رِضَىً زَكَا فِيْه وَصْفَاً وَهْيَ خَمْسٌ عَنِ الكُثْرِ(٤)
(١) هذا هو القول الصحيح الذي اختاره صاحب غيث النفع كما سبق.
(٢) معنى قاعدة فواصلها يعني أن آخر حرف في الفاصلة لا يخرج عن حروف هذه الجملة في هذه السورة والأمثلة كما ذكرها الشارح.
(٣) يعني ما يذكره الشارح من كلمات في أوائل السور كقوله (قم) و (قم لندبر) وغير ذلك، ليس المراد منه الفاصلة بمعناها الاصطلاحي بل المراد منها آخر حرف في الفاصلة كالنون الأخيرة في (يؤمنون) والميم في نحو (عظيم) وهكذا. والمراد باصطلاح القوم: هو اصطلاح علماء العد، والله أعلم.
(٤) قوله: زكا، إما فعل ماضي وإما مصدر، وهو من التزكية بمعنى واد ونما أي زاد عدد البصري على عدد غيره (انظر لوامع البدر) مخطوط.


الصفحة التالية
Icon