ولا يمكن أن يقال إيش؟ لتتم المقابلة، لا يمكن أن تتم المقابلة هنا، إذا قلنا: إن المكي على القول الثاني، ما نزل بمكة ولو كان بعد الهجرة، فالمدني ما نزل بالمدينة حسب، لا نستطيع أن نتم المقابلة، نعم، وعلى هذا نثبت الواسطة أن هناك ما ليس بمكي وما ليس بمدني، هناك قرآن ليس بمكي ولا مدني، وهو ما نزل خارج مكة وخارج المدينة، فنثبت الواسطة، ولذا المرجح عند أهل العلم؛ لأنه ينضبط أن المكي ما نزل قبل الهجرة، وما نزل بعد الهجرة يكون من المدني، وهو أقرب المذكورين المدني، الضمير هو يعود إلى المدني؛ لأنه أقرب المذكورين، "وهو البقرة وثلاث تليها"، البقرة، آل عمران، النساء، المائدة والأنفال وبراءة والرعد والحج والنور والأحزاب والقتال اللي هي إيش؟ محمد، "وتاليها" الفتح والحجرات "والحديد والتحريم وما بينهما"، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق، التحريم، "والقيامة والقدر والزلزلة والنصر والمعوذتان"، يكون المجموع كم؟ تسعاً وعشرين، يكون المجموع تسعاً وعشرين سورة، والباقي؟ مكي، كم يكون الباقي؟ ها خمسة وثمانين؟ كم؟ كم؟
طالب:.......
يعني هل تنزل الآية مرتين؟ كما قيل في الفتح نزلت مرتين؟ لا يمنع أن يكون سبب النزول كآيات اللعان مثلاً، قصة عويمر العجلاني، ثم بعد ذلكم تأتي قصة هلال بعد ذلك، فينزل تنزل آيات اللعان بسبب عويمر مثلاً، ثم إذا جاءت القصة الثانية تلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- فيظنها السامع لأول مرة تنزل، فينقلها كذلك، فالسبب هو السبب الأول، وأما تلاوتها عند حدوث سبب آخر يقتضيها فلا يعني أنها نزلت الآن نعم.
أحسن الله إليكم: كتاب التذكار للقرطبي هل هو يتحدث عن علوم القرآن؟
لا، هذا في فضائل القرآن، وآداب حملة القرآن، هو نظير التبيان للنووي، وفضائل القرآن لابن كثير، المقصود أنه كتاب طيب يستفيد منه طالب العلم، وطلاب العلم بحاجة إلى مثل هذه الكتب، لما يلاحظ من التقصير الظاهر في حق كتاب الله -جل وعلا-، والله المستعان.
وما أفضل نسخة منه؟
هو مطبوع في مصر قبل ستين سنة طبعة طيبة.
هذا يسأل عن.. ، سؤال يعني أشبه ما يكون شخصي، يسأل عن بداية الطلب؟
درسنا كعادة أقراننا في المدارس النظامية بداءً من المدرسة الابتدائية سنة (١٣٨١هـ) إلى (٨٦هـ) السنوات الست، ثم المعهد العلمي من (٨٧هـ إلى ٩٣هـ)، ثم (٩٣هـ إلى ٩٧هـ) في كلية الشريعة، ثم بعد ذلك الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه انتهت سنة (١٤٠٧هـ).
أما القراءة على الشيوخ: قرأنا في القصيم قبل أن نحضر إلى الرياض على الشيخ: صالح بن أحمد الخريصي -رحمه الله- رئيس محاكم القصيم، والشيخ: محمد بن صالح المطوع، الزاهد المعروف، وقرأنا هنا لما حضرنا إلى الرياض على الشيخ: عبد الله بن غديان لازمته مدة قبل مجيء الشيخ ابن باز -رحمه الله- من المدينة، ثم بعد ذلك لزمت الشيخ ابن باز من سنة (٩٥هـ) في أول درس ألقاه إلى سنة (٤٠٠هـ) خمس سنوات كاملة، ثم بعد ذلك انقطعت بسبب الانشغال بالرسائل، وأيضاً الإحراج من بعض صغار الطلاب في دروس وما أشبه ذلك، والله المستعان.
أما بعد: فقال المؤلف -رحمه الله تعالى-: ومنها ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالأحكام، وهو أربعة عشر: العام الباقي على عمومه، ومثاله: عزيز، ولم يوجد لذلك إلا: ﴿وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [(٢٨٢) سورة البقرة] ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [(١) سورة النساء].
الثاني والثالث: العام المخصوص، والعام الذي أريد به الخصوص، الأول: كثير، والثاني: قوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾ [(٥٤) سورة النساء] ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ [(١٧٣) سورة آل عمران] والفرق بينهما أن الأول حقيقة، والثاني مجاز، وأن قرينة الثاني عقلية، ويجوز أن يراد به واحد بخلاف الأول.
الرابع: ما خص بالسنة وهو جائز، وواقع كثيراً، وسواءً متواترها وآحادها.
الخامس: ما خص منه السنة هو عزيز، ولم يوجد إلا قوله تعالى: ﴿حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ﴾ [(٢٩) سورة التوبة] ﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَا﴾ [(٨٠) سورة النحل] ﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [(٦٠) سورة التوبة] ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [(٢٣٨) سورة البقرة] خصت: ((أمرت أن أقاتل الناس)) و((ما أبين من حين ميت))، و((لا يحل الصدقة لغني)) والنهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة.
السادس: المجمل ما لم تتضح دلالته، وبيانه بالسنة، والمبين خلافه.
السابع: المؤول ما ترك ظاهره لدليل.
الثامن: المفهوم موافقة ومخالفة في صفة وشرط وغاية وعدد.
التاسع والعاشر: المطلق والمقيد، وحكمه حمل الأول على الثاني ككفارة القتل والظهار.
الحادي عشر والثاني عشر: الناسخ والمنسوخ، وكل منسوخ فناسخه بعده إلا آية العدة، والنسخ يكون للحكم والتلاوة ولأحدهما.
الثالث عشر والرابع عشر: المعمول به مدة معينة، وما عمل به واحد، مثالهما آية النجوى، لم يعمل بها غير علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وبقيت عشرة أيام وقيل ساعة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معروف أن أبا مسلم زل، زل في هذه المسألة، ورد عليه المحققون من أهل الأصول، وكون المؤلف يستروح إلى تقوية مذهبه في هذه المسألة لا سيما في نسخ الحكم والتلاوة، الحكم والتلاوة، هو يستروح إلى قوة مذهبه في هذه المسألة بعينها، لا أنها يميل إلى مذهبه في إنكار النسخ بالجملة، أما نسخ الحكم والتلاوة مثل: "الشيخ والشيخة" القاسمي لا يعتبرها من الآيات، آيات الرضاع لا يعتبرها آيات، لكنه حكم أنزله الله -جل وعلا-، والإنزال أعم من أن يكون للقرآن، فالسنة أيضاً وحي فهو يرى أن هذه التي يقول جمهور أهل العلم أنها كانت من القرآن فنسخت تلاوتها وحكمها، أو تلاوتها فقط كآية الرجم هو يرى أنها ليست من القرآن، ليست من القرآن اعتماداً على ما قرره أبو مسلم، وإن كانت هذه فرع من مذهب أبي مسلم.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: ذهب الجمهور إلى أن قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [(٩٨) سورة النحل] ذهبوا إلى أن الاستعاذة قبل القراءة، فما الدليل الصارف لهذه الآية مع أن ظاهر الآية أن الاستعاذة بعد القراءة؟
قال بالظاهر أهل الظاهر، وقالوا: أنه يستعيذ إذا فرغ من القراءة، وأشرنا سابقاً أن الماضي في النصوص وفي لغة العرب أيضاً يطلق ويراد به الفراغ من الشيء، ويطلق ويراد به الشروع في الشيء، ويطلق ويراد به إرادة الشيء، فمثلاً في قوله -جل وعلا-: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ﴾ [(٦) سورة المائدة] هل معنى هذا أن الإنسان إذا وقف في الصف يتوضأ، أو إذا أراد القيام إلى الصلاة؟ إذا أراد.
((