ويبقى من الآثار المترتبة على أن هل ترتيب السور توقيفي أو اجتهادي، هل يجوز قراءة السورة قبل السورة التي قبلها، بمعنى: هل تجوز قراءة سورة الناس في الركعة الأولى وقراءة سورة الفلق في الركعة الثانية ؟
نقول : الترتيب في اصله اجتهادي، والرسول قرأ في صلاة الليل البقرة والنساء وآل عمران.
والذين يقولون : لا يجوز أو يكرهونه كراهية شديدة، يقولون : إطباق الصحابة على هذا الترتيب يجعله مثل ترتيب الآيات.
وعلى كل حال فالقران محفوظ بحفظ الله جل وعلا.
٦- معرفة المكي والمدني من متين العلم لا من ملحه، فإذا وجدت آية مدنية في سورة مكية لابد من معرفتها.
معرفة المتقدم من المتأخر، معرفة الناسخ من المنسوخ.
فوائد على رسالة في أصول التفسير للسيوطي ( ٢/١) :
١- ما نزل من القران بالنهار أكثر مما نزل بالليل، ومما نزل بالليل سورة الفتح لقول الرسول :(( لقد أنزل الليلة سورة هي أحب علي مما طلعت عليه الشمس وقرأ ﴿إنا فتحنا لك فتحاً مبينا..﴾ )
٢- ذكر المصنف أن من القرآن ما نزل بالصيف والشتاء.
فمثال الصيفي/ آية الكلالة لقول النبي لعمر بن الخطاب ألا تكفيك آية الصيف.
ومثال الشتائي/ الآيات العشر في براءة عائشة لأنها ذكرت أن النبي يتحدر منه العرق في يوم شاتي.
واقتصروا على الصيف والشتاء مع أن الفصول أربعة الصيف والربيع والشتاء والخريف ؛ إما لأن كل واحد منها تابع لما قبله أو انه لم يرد أن هذه نزلت في الربيع أو الخريف.
ومن الأنواع الفراشي أي الذي نزل على فراش النبي كالآيات في الذين خلفوا.
٣- من قال إن معرفة أسباب النزول قيمتها لا تعادل التعب من ورائها وهي مجرد سرد تاريخي.
ليس بصحيح، وان قيل هذا.
لأن معرفة السبب تورث العلم بالمسبب.
فكم من كلام يستغلق من كلام الله وسنة رسوله بل حتى كلام الناس العادي وكم بيت شعر لا يفهم إلا بسببه، فكما قيل: إذا عرف السبب بطل العجب.