يقول المؤلف_رحمه الله تعالى_:
يقول الناظم:
(تَبارَكَ): تعاظم، وتعالى الله _جلّ وعلا_.
(المُنْزِلُ للفُرقانِ): المنزل للفرقان الذي هو: القرآن، كما قال _ جلّ وعلا_: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾.(١)
والفعل هذا (تبارك) بهذه الصيغة لا يجوز أن يصرف لغير الله _جل وعلا_.
(المُنزل): لو أردنا أن نطبق ما جاء في سورة الفرقان ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ﴾ لقلنا: المُنَزِلْ؛ لأن "المُنْزِلْ" اسم فاعل من أنّزَلَ، والمُنَزِّلْ: اسم فاعل من نَزَّلَ الوارد في سورة الفرقان، تبارك المُنْزِل، والأصل أن نقول: المُنَزِّل؛ لكن النظم يقتضي أن يكون من أنْزَلَ، المُنْزِلُ للفرقان هو: الله_جلّ وعلا_، والفرقان هو: القرآن.
(على النبيّ): محمد_عليه الصلاة والسلام_.
والنبيّ في قول الأكثر: إنسان ذكر أوحي إليه بشرع، ولم يُؤمر بتبليغه. والأكثر على النطق به بدون همز، وقد يهمز، وقرئ بالهمز.
(على النبي): إنسان ذكر ـــــــ الإنسان يُخرج غير الإنسان.
ذكر ـــــ يُخرج النساء، وإن زعم بعضهم أن من النساء من كلّفت بأعباء النبوة كمريم؛ لكن هذا قول مرجوح.
أوحي إليه بشرع ـــــ من قِبَلِ الله_جلّ وعلا_
ولم يُؤمر بتبليغه ــــ فإن أُمر بتبليغه فهو رسول.
النبي _عليه الصلاة والسلام_ أوحي إليه بالشرع من قِبَلِ الله_جلّ وعلا_ وأُمِرَ بالتبليغ، ﴿ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾المائدة٦٧،﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾(٢)، و﴿قُمْ فَأَنذِرْ ﴾، فأُمر بالتبليغ فهو رسول إجماعًا، وهو نبيّ أيضًا لأنّه النبوة تدخل في الرسالة.
كلّ رسول نبيّ ولا عكس، هذا على قول الأكثر.

(١) سورة (الفرقان: ١).
(٢) سورة(الحجر: ٩٤)


الصفحة التالية
Icon