لم يُؤمر بتبليغه ـــــ يَرِد على هذا أنّ الوحي إنّما يُنزله الله_جلّ وعلا_ على لسان الملك إلى النبيّ من أجل أن يعمل به بالدرجة الأوّلى ومن حوله، فعلى قول الجمهور: أُوحي إليه بشرع، ولم يُؤمر بتلبيغه من يَخرج ممن أُوحي إليه بشرع؟ما الذي يَرِد على هذا الحدّ ؟
آدم، آدم نبيّ وليس برسول.
فهل بلَّغ شرعه أم لم يُبَلغ؟، هل بَلَّغهُ أولاده حَكم فيهم بشرعه الذي أُوحي إليه أم لم يُبلغ ؟
بلَّغ وعَمِلَ بشرعه، لو لم يبلِّغ هذا الشرع يُؤَاخذ ولَدُه الذي قَتَل أخاه،﴿لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ﴾الأنعام١٩ المسألة مفترضة في آدم الذي لم يُبلغ وولده ما بُلغ شيء، يُؤَاخذ ولا ما يُؤَاخذ؟ إنما بُلغ هذا الولد بأنّ القتل جريمة ومحرّم.
آدم رسول ولا نبيّ؟
نبيّ، لماذا؟ لأن نوح هو أوّل الرسل، وقد جاء في حديث الشفاعة ما يدل على ذلك صراحة، وأنّ نوح أوّل المرسلين، ولذا يختار شيخ الإسلام _رحمه الله تعالى_ :"أن النبيّ من يأتي مُكمل لشريعة رسول قبله، لا يأتي بشرع مُستقل، إنما يأتي بشرع مُكمل لشرع رسول قبله.
والرسول هو: الذي يأتي بشرع جديد. لكن يَرد على هذا :
أن آدم ينبغي أن يكون، نعم رسولا؛ لأنّه لم يتقدمه أحد، فيَرد عليه أن عيسى_عليه السلام_ ينبغي أن يكون نبيّ على هذا الحدّ، عيسى، وإسماعيل، وغيرهم من الأنبياء الذين أتوا بمكملات.
عيسى، لا هو في الغالب شرعه مُكمل، وعلى حدّ شيخ الإسلام يكون نبيّ، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾الحج٥٢.
فالرسالة تشمل: الرسول والنبيّ، تشمل الرسول والنبيّ؛ فكلٌّ منهما مُرسل وكلٌّ منهما مُنَبأ، كلّهم مُوحى إليه، وكُلّهم مأمورٌ بالتبليغ.
على هذا ما الفرق المحرر بين النبيّ والرسول ؟
على قول الأكثر: _ الرسالة أفضل من النبوة.
_ وقال بعضهم: هما سِيّان.
_ وجَنَح العز بن عبد السلام: إلى تفضيل النبوة على الرسالة، إلى تفضيل النبوة على الرسالة.