ما يوهم الوقوع في المحظور: مثل ماذا؟ ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴾الماعون٤، نعم؟ رأس آية، والمعروف الذي قرره شيخ الإسلام: أن السنة الوقوف على رؤوس الآي، لكنه إذا قلت: (ويلٌ للمصلين): المعنى ما يتم إلا بذكر المتعلق: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾الماعون٥، فإذا قيل: ( ويل ٌ للمصلين ) أما كونه يعرض له عارض من انقطاع نفس: هذا لا إشكال فيه، ولا تثريب عليه. لكن في حال الاختيار: هذا الوقف قبيح.
( أَو مِنْ حُسْنٍ ): أ ي ما يحسن الوقف عليه: كـ﴿الْحَمْدُ للّهِ ﴾الفاتحة٢ مثلا: وتقف، تقف لكن إذا أردت أن تستأنف تبدأ بـ ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾الفاتحة؟ أو تعيد ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾الفاتحة٢؟ نعم؟ تعيد، لماذا؟ لأن رب العالمين تابع للفظ الجلالة، وإلا إذا قلت: الحمد لله المعنى تام، تم المعنى، لكن باعتبار أن: ( رب العالمين ) لها تعلق بلفظ الجلالة قالوا: يبتدأ به من أول.
لكن بعض القراء يبالغ في مثل هذه الأمور فتجده في الصلاة يقرأ الآيات مرتين : يصير قصير النفس ثم يقرأ القدر الذي يراد قراءته مرتين ؛ يقسم الجمل مثلاً المترابطة إلى قسمين يقف في نصفها، ثم إذا أراد أن يبدأ رجع إلى الأول؛ ثم يأخذ مع الثاني شيء من الجملة الثانية، ثم يقف، ثم إذا أراد أن يبدأ أخذ من الجملة الأولى ربط بها الثانية... هذا يحصل بالنسبة للقراء الذين لا يسعفهم النفس.
( مِنْ قُبْحٍ، أَو مِنْ حُسْنٍ، أوْ تَمَامِ أَوِ اكْتِفَا ): عندنا الوقف القبيح، والوقف الحسن. وتقدم التمثيل لهما. وبقي الوقف التام والوقف الكافي.
قالوا عن الوقف التام: أنه هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها، لا لفظاً ولا معنىً. وهذا يوجد عند آخر الآي التي لا ارتباط بعضها ببعض، وآخر القصة مثلاً، وآخر السورة. هذا وقف تام ( أوْ تَمَامِ أَوِ اكْتِفَا )


الصفحة التالية
Icon