...........................................................................................................
الشيخ-حفظه الله-: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد.. فيقول المؤلف-رحمه الله تعالى-الناظم:( النوع الثالث ): من أنواع الوقف الثالث مما يرجع إلى الأداء: بعد أن تحدث عن النوعين الأول والثاني الوقف والابتداء شرع في الكلام على النوع الثالث وهو الإمالة.
وقوله:( ما يرجع إلى الأداء ): يفيدنا في معنى الأداء الذي وقع فيه الخلاف: الوقف والابتداء؛ يعني لو وقف إنسان على غير ما قرر الوقوف عليه يأثم أو لا يأثم؟ أو ابتداء من موضع لم يذكر عن القراء البدء به، أو أمال وعادة إمامه الذي تلقى عنه القرآن على طريقته لا يميل؟ قل مثل هذا في المد وتخفيف الهمز والإدغام على ما سيأتي.
هذه الأنواع الستة هي موضوعات الأداء. فالنوع الثالث هو: الإمالة. الإمالة وإن كانت في الأصوات معنوية إلا أن فيها شبه من الإمالة الحسية. فالمائل غير المعتدل. الأصل أن الألف إذا نطق بها على أنها ألف فهي معتدلة سواءً كانت ممدودة أو مقصورة؛ لأن الأصل في الألف أنها ممدوة. الأصل في الألف أنها ممدودة، والمقصورة ينازع فيها بعضهم-يعني في رسمها-.
بعضهم: يكتبها ممدودة بإضطراد (الضحا) يكتبها بالألف؛ لأن الأصل فيها أنها ممدودة؛ الألف في الأصل عصا ولذلك إذا تحدث عن الظاء المعجمة قالوا: المشالة؛ لأن عليها شولة تشبه العصا. فالألف الأصل فيها أنها معتدلة؛ كونها تكتب على صورةٍ تشبه الياء، أو على صورة الياء هذا على خلاف الأصل وهو مجرد اصطلاح، وإلا فبعضهم يطرد كتابتها بالألف لا بالياء.
إذا تقررت كتابة الألف على ما يشبه العصا من الشولة هذه معتدلة، لكن إذا نطق بها نطقاً بين الألف والياء صارت مائلة. فالإمالة المعنوية فيها شبه كبير من الإمالة الحسية. واللفظ مطابق.