أفراد العام لا يقتضي القصر والحصر عليه، وعلى كلّ حال كلٌّ من الآل والصحب لهم حقٌ على الأمّة فنصلي عليهم تبعًا له_عليه الصلاة والسلام_، ونسلم عليهم ونترضى عنهم، ونتولاهم لاسيما من كان منهم على الجادة، وأما الصحب فكلّهم على الجادة، كلّهم عدول ثقات، والآل باعتبار أن منهم من تأخر عن الصحب، عن زمن الصحابة، مثلاً علي_ رضي الله تعالى عنه وأرضاه_من يُنكر فضل علي؟ ومن العشرة المشهود لهم بالجنّة، وزوج النبيّ_ عليه الصلاة والسلام_، وصهره، وأخوه، وهو بالمنزلة منه بمنزلة هارون من موسى، فضائل لا تعدُّ ولا تحصى، أيضًا أبناءه الحسن والحسين من يُنكر فضلهم، علي بن الحسين، محمد بن علي الباقر، الجعفر، الصادق، أئمة أعلام هدى، ولا يُضيرهم أن كُذب عليهم [أن كُذب عليهم] ووضع عليهم، وافتري عليهم، هذا لا يُضيرهم فالتبعة على غيرهم؛ ولذا أحاديثهم مُخرجة في كتب أهل السنّة بدأً من الصحيحين إلى آخر كتب السنّة.
(وبعدُ): وبعدُ فهذهِ........................
(الواو) هذه يقولون: إنّها قائمة مقام أما، قائمة مقام أما؛ لكن الاقتداء به_عليه الصلاة والسلام_ حينما يقولُها في خطبِه وفي رسائلهِ، لا يتم إلا باللفظ الذي قاله_عليه الصلاة والسلام_، النبيّ_عيه الصلاة والسلام_ في أكثر من ثلاثين رواية عنه يقول: أما بعدُ، وأما: حرف شرط، بعدُ: قائم مقام الشرط مبني على الضم؛ لأنّه حُذف المضاف إليه و نُوي معناه، وبعد، وقبل وبعد والجهات الست كلُّها على هذا إذا حُذف المضاف مع نيته يُبنى المضاف، إذا حذف المضاف إليه مع نيته يُبنى المضاف على الضم:﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ﴾(١)، وهنا يُبنى، لكن لو ذكر المضاف إليه:﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ﴾(٢) يُعرب، وإذا حُذف المضاف إليه مع، مع عدم نيتهِ أُعربت مع التنوين:

فساغ لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص بالماء الفراتِ
(١) سورة (الروم: ٤)
(٢) سورة (آل عمران: ١٣٧)


الصفحة التالية
Icon