والقرآن -الذي هو موضوع البحث، والدرس في هذه الدورة-: كلام الله جلّ وعلا المُنزل على نبيه _عليه الصلاة والسلام_، الذي هو شَرف هذه الأمّة وذكرها: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾(١) يعني: شرف لكَ ولقومك، والنبي _عليه الصلاة والسلام_ ترك فينا هذا الكتاب مع سنّة نبيه _عليه الصلاة والسلام_ فإذا تمسكنا بهما هُدينا وأَمِنَّا من الضلال، وإذا فرّطنا فيهما ضللنا.
والمقصود أن خيرُ هذه الأمّة التي هي خيار النّاس، وخير النّاس من يتصدى لكتاب الله _جلّ وعلا_ تعلمًا وتعليمًا؛ فيتعلم القرآن بحفظه على الوجه الذي أُنزل عليه، يتلقاه عن شيخه، عن شيخهِ، عن شيخهِ، إلى محمد _عليه الصلاة والسلام_ عن جبريل، عن الله _جلّ وعلا_ يتلقاه كما أُنزل، كثير من المسلمين يقرأ القرآن لكن لا على الوجه الذي يرضاه الله_جلّ وعلا_ فتجد في قرأته من الأخطاء والأوهام، والتحريف، والتصحيف، واللحن المُحيل للمعنى. هذا موجود وهو في السابق أكثر، في السابق من العصور المتأخرة، لا عن السابق في عهد السلف ومن تبعهم بإحسان، لا؛ لكن ظهرت العنايةُ بكتاب الله _جلّ وعلا_ منذُ ما يزيد على أربعين عامًا في هذه البلاد، وإن وجدَ قبل ذلك في غيرها من البلدان لكن صار فيه نُقله وعناية بحفظ كتاب الله _جلّ وعلا_ ووُجد الأثر من وجود هذه الحلْقات، وهذه الجماعات التي تُعنى بكتاب الله _جلّ وعلا_ وأثمرت الثمار الطيبة؛ لكن العناية بحفظ القرآن، والعناية بتجويد القرآن، وترتيل القرآن هذا أمر مطلوب لكنه لا يكفي، فلابد من العناية به بعد ذلك بقراءته على الوجه المأمور به، كثير من طلاب العلم يقرأ القرآن، بل يحفظ القرآن، ويُتقن القرآن، ويُجود القرآن فإذا ضمن بذلك أهمل القرآن ونام عنه فلا تجد في برنامجه اليومي جزء مُقتطع لقراءة القرآن على الوجه المأمور به، هذا قليل في طلاب العلم فضلاً عن كونه يُعنى بما يُعينه على فَهم القرآن، وتدبر