ما في القلوب لا يعلمه إلا علام الغيوب، الله_جلّ وعلا_ يقول:﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾(١)، تزكية الكتاب تزكية لصاحبهِ؛ لكن المظنون بأهل العلم وهذا يَستعمِلُهُ ابن القيم كثيرًا إذا بحث واستطرد في مسألة، وأفاض فيها وبينها، ووضحها، وأجاد فيها قال:"احرص على هذا البحث، علّك لا تجده في مصنف آخر البتة"، فهل يُزكي نفسه، ويزكي بحثه بهذا الكلام؟، أو من أجل أن يُغري طلاب العلم بهذا الكلام ليفيدوا منه ؟
المظنون بأهل العلم الثاني، وأما ما تنطوي عليه القلوب فالله أعلم به ؛ لكن هناك قرائن تدل على هذا، تدل على أنّه يمدح لِيُغري، طيب اترك الكتاب للنّاس هم الذين يقررون هل يَصلُح أو لا يَصلُح ؟، مدح لنفسه مُغلف؛ لكن يُظن بأهل العلم أن مرادهم بذلك إغراء طلاب العلم للإفادة من علمهم لكي تجرى عليهم الأجور؛ لأن من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله، "علم يُنتفع به" وهذا يبقى إلى قيام الساعة بالتسلسل كلّ من يستفيد منك لك أجره، والذي يستفيد منه له الأجر ولك مثله وهكذا وفضل الله_جلّ وعلا_ لا ينتهي فضل الله لا يحدُّ.
يقول:(ضمنتها علمًا): نعم..... نعم.... يا إخوان أمور، الأمور نسبية الأمور في هذا نسبية كنّا إلى وقت قريب إلى رُبع قرن مثلاُ، لا يطيق الواحد كلمة ثناء، كلمة ثناء عليه من قِبل غيره لا يطيق، وكنّا نلوم من يسمع الثناء ويسكت، فضلاً عن كونه يُثني على نفسه، ثمّ اختلطنا بغيرنا ممن اعتادوا هذا الأمر فتساهلنا فصرنا نسمع المدح ولا نعترض، والتجربة دلت أن الإنسان إذا مُدح بما ليس فيه وسكت وأقرّ، لابد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وإذا مُدح بما فيه لأنّه جاء التوجيه النبوي: ((إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب))، لاسيما في حقّ من يتأثر بالمدح؛ فإذا مُدح بما فيه سمع من الذم ما فيه ولا يظلمُ ربّك أحد.