ثمّ سمعنا من يقبل المدح؛ بل سمعنا من يُثني على نفسه؛ بل سمعنا من يتحايل على غيره ليمدحه، ورأينا من يَغضب إذا لم يُمدح، وشخص جهة من جهات بلاد المسلمين جِيء به وهو عالم في فنه وإن كان في مسائل الاعتقاد عنده تفريط، جيء به لِيُعرّف به، الشيخ: الفاعل، التارك، العالم، العلامّة، الذي لا يُضاهيه في الحديث إلا فلان.
قال: يا شيخ فلان لا يَعرف الحديث_ ما المقصود من هذا... نعم، يعني ما أحد خلاص أسقطت الذي فوقك وما بقي إلا أنت_. وقد ألف في الحديث وعلومه أربعين كتابًا يقول المُعرّف.
قال: لا يا شيخ سبعين.
هذا أنا حضرتُه بنفسي، وكنّا نأنف أن نسمع مثل هذا الكلام إلى أن وُجِدَ فينا وبيننا من يغضب إذا لم يُمدح؛ بل الأمرُ أعظم من ذلك : شخص له محاضرة ومن الشباب، من أتى و هو كاتبٍ سيرته الذاتية ترجمة، وأعطاها المُقدم من تحت الطاولة، قرأها المُقدم ثمّ لما شَرع قال: هداك الله يا أخي قطعت عنق صاحبكم، لا يمكن أن يعني يجتمع مع الإخلاص، هناك علامات وبوادر تدل على الإخلاص وهناك علامات تنافي الإخلاص، والإنسان ابن بيئته يتأثر بها، يتأثر بها شاء أم أبى؛ فاختلطنا مع هؤلاء الذين يسمعون المدح ولا ينكرون، ثمّ أخذوا يمدحون أنفسهم، ثمّ بعد ذلك.... مُشكلة هذه، هذا خلل في الإخلاص هذا قادح، نعم الإنسان من كثر ما يسمع في أوّل الأمر إذا قيل له يا شيخ قال: ما أنا بشيخ، مقبولة هذه يعني في أوّل الأمر، ثمّ إذا سمع ما هو أعظم من شيخ رضي بشيخ، ثمّ إذا سمع بلفظ آخر رضي بما دونه وهكذا....
الإنسان يعني يحتاج إلى تربية للنفس، والله المستعان.
نعُود للدرس يقول الناظم_رحمه الله تعالى_:
ضَمَّنْتُها عِلماً..............................
(ضمنتها): يعني جعلتُ في محتواها، وفي ضمنها جعلتها ظرفًا لعلمٍ فسره؛ لأن هو التفسير، فسر العلم بأنه هو التفسير
ضَمَّنْتُها عِلماً هُوَ التَّفْسِيْرُ...................


الصفحة التالية
Icon