لأنّه الهادي، لأنّه الهادي ومن يعينُ؛ لأنّه_جلّ وعلا_ هو الهادي وحدّه، تأكيد بـ(إنّ).
(أن): فُتحت همزتها لدخول حرف الجر، حرف الجر يدخل على المفرد، وهذا في تأويل في حكم المفرد.
(لأنّه الهادي): الها الضمير: معرفة، والهادي الخبر: معرفة، وتعريفُ جزئي الجملة يدلُ على: الاختصاص أيضًا؛ لأنّه الهادي لا هادي سواه مفاد الجملة؛ لكن لو قال: لأنّه هادٍ، ما تدل على الحصر، ولما عرّف جزئي الجملة دل ذلك على الحصر.
(ومن يُعينُ): لأنّه الهادي والذي يُعينُ، وهو_جلّ وعلا_ هو الذي يُعين.
(من): هذه موصولة؛ لأنّه الهادي وهو الذي يُعينُ، لأننا نستعين به لأنّه هو الذي يُعين، ومن يعينُ إذا أردنا أن نجعلها استفهام، ومن يعينُ؟ قدرنا: سواه.
(ومن يُعينُ): يعني سواه، ولسنا بحاجة إلى التقدير إذا صحَ المعنى دونَهُ؛ لأن ما لا يحتاج إلى تقدير أولى مما يُحتاج إلى تقدير، فهو _جلّ وعلا_ الهادي وحدهُ، والهدايةُ بيدهِ، وقد نفى الهداية عن نبيهِ_عليه الصلاة والسلام_:﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾(١)، ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي﴾ فنفاها عن أعظم الخلق، وأشرف الخلق، وأكمل الخلق فمن دونهم من باب أولى ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ فضلاً عن أن تهدي من لا تُحب، وأثبتها له في موضع آخر فقال_جلّ وعلا_: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾(٢)، فالهداية المنفية غير الهداية المثبتة، الهداية المنفية غير الهداية المثبة:
(٢) سورة (الشورى: ٥٢)