(علمٌ به يُبحث عن أحوال): علم التفسير، وعلوم القرآن، وأصول التفسير تُطلق ويراد بها علم واحد على ماتقدم نظير إطلاقات علوم الحديث؛ فهذا العلم (يبحثُ عن أحوال كتابنا): ذكرنا بالأمس عند قوله:
(ضمنتُها علمًا هو التفسيرُ): أنّه لا يريد بذلك التفسير التفصيلي للآيات، وإنما يريد ما يتعلقُ بالقرآن إجمالاً، نظير ما يُبحث في أصول الفقه وعلوم الحديث من حيث الإجمال، فيُبحث به عن الأحوال، وإذا أردنا أن ننظر علوم التفسير، أو علوم القرآن، مع التفصيل بعلوم أُخرى قلنا: أن علوم القرآن بمنزلةِ علم النحو، الذي يُبحثُ فيه عن أحوال الكلمة وعوارضها، والتفسير نظير علم الصرف الذي يُبحثُ فيه عن أجزاء الكلمة وحروفها، ولو أبعدنا قليلاً لقلنا أن علم التفسير وعلوم القرآن نظير علم الطب، يُبحثُ فيه عن أحوال المرض، مسببات المرض وعلاج المرض.
والتفسير التفصيلي: نظير علم التشريح، هكذا قالوا، والتنظير شبه مُطابق.
قد يقول قائل: إن من التفسير ما هو إجمالي وليس بتفصيلي؛ فهل يدخل في علوم القرآن التفسير الموضوعي مثلاً، تجمع آيات تبحث في موضوعٍ واحد؛ فهل نقول: هذه تدخل في علوم القرآن أو في التفسير؟
ونقول: التفسير ينقسم إلى قسمين:
_تفسير موضوعي.
_وتفسير تحليلي.
أو نقول:
_تفسير إجمالي.
_وتفسير تفصيلي.
هذه مُدخلة في التفسير نفسه لا في علم التفسير، المقصود أن علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ مما يُذكر في العقود الستة:
العقد الأوّل: يقول: ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
والنزول، والإنزال، والتنزيل بمعنى واحد، من جهة إنزاله، هل هو:
_ مكي ولا مدني.
_ سفري ولا حضري.
_صيفي ولا شتائي.
_ ليلي ولا نهاري.


الصفحة التالية
Icon