من جهة وقت إنزاله، ومن جهة مكان إنزاله، وكيفية النزول لأنواع الوحي مثلاً، وغير ذلك مما يتعلق بالقرآن من المسائل والأنواع التفصيلية التي يأتي ذكرها _إن شاء الله تعالى_؛ ولذا قال:
................................... مِنْ جِهَةِ الإِنْزَالِ

ونَحْوِهِ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا
لكن هذا الحصر استقرائي شامل لا يقبلُ المزيد، ولا النقص أو هو قابل للمزيد والنقص ؟، يعني: هل القسمة حاصره إلى خمسةٍ وخمسين ؟، أو أنّه قابل للزيادة ؟
هو تبع في ذلك "النُقاية" و "النُقاية" أُلفت لمُبتدئين، واقتُصر فيها على الأنواع دون بعض، وإلا فمُؤلف "النُقاية" السيوطي ذكر في التحبير مائة ونوعين، قريب من الضعف مما ذكرهُ هنا، وفي "الإتقان" قلت الأنواع لكنها زادت على ما عندنا كثيرًا؛ لأنه ضم بعضُها إلى بعض، وفي بعضها من التشابه ما يمكن ضمه إلى الآخر.
........ بالخَمْسِ والخَمْسِينا... قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا
لماذا ما قال بالخمسةِ والخمسينا، أو خمسةٍ وخمسين، هذا يُؤيد كونه إذا قلت: جاء خمسةٌ وخمسون رجُلاً، ولو كانت نساء نقول: جاء خمسٌ وخمسون امرأة، وهنا إذا كان التميز نوعًا بالخمسةِ والخمسين نوعًا لابد أن نأتي بالتاء، إذا حُذف التميز جاز التذكير والتأنيث ((من صام رمضان واتبعهُ ستًا من شوال))، لو ذُكر التميز فهي: أيام، فلابد أن يُقال: واتبعهُ ستةَ أيامٍ من شوال، مادام التميز غير مذكور يجوز التذكير والتأنيث.
ونَحْوِهِ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا
(قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا): وعرفنا ما في هذا الحصر من إمكان الزيادة، وقد وجدت الزيادة.
(حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا): يعني أهم أنواعه مما يحتاجه الطالب المبتديء.
(وقَدْ حَوَتْهَا): أي حوت هذه الأنواع.
وقَدْ حَوَتْهُ سِتَّةٌ عُقُودُ.........................


الصفحة التالية
Icon