نعم.... لأن قد تكون الآية كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجلة يوجد نظيرها في القرآن. يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مُعجزة؛ مثل: ( مدهامتان ) -مثلاً-ومثل قوله-جل وعلا-:( ثم نظر ). يعني هل العرب يعجزون أن يقولوا: ثم نظر. يعني ما قيلت هذه قبل القرآن. لكن ومع ذلك مع كونه ما تحداهم بآية هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. في مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. وبإمكانك لو كان في غير كلام الله-جل وعلا- تِشيل:( مدهامتان ) تأتي بغيرها ما يمكن أن تؤدي المعنى الذي أدّته في هذا الموضع. وقل مثل هذا في :( ثم نظر ). فالإعجاز حاصل على كل حال. وعجزوا مع أنهم أرباب البلاغة، وأصحاب الفصاحة، يعني كلامهم أفصح الناس،[ أفصح الناس]. وعجزوا مع أن الله-جل وعلا-أقدرهم على هذه الفصاحة والبلاغة لكنهم أذعنوا وعجزوا وصرحوا بعجزهم. ولا يقال في مثل هذا مثل ما يقوله المعتزلة: أنهم قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، [صرفهم عن ذلك]، وإلا لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحدي، لقلنا: إن بإمكانهم أن يأتوا بمثله؛ لكنهم عجزوا بالصرفة كما يقولون.
المعرّي له كتاب اسمه :"الفصول والغايات" كتاب مواعظ قالوا عنه: أنه في بداية الأمر قال في اسمه أنه :"الفصول والغايات في معارضة الآيات" وهو رمي بالزندقة الرجل، هو رمي بالزندقة، وعنده من عظائم الأمور ما عنده، ثم غُيّر اسم الكتاب إلى :"الفصول والغايات في المواعظ البريات"؛ لكن من قرأ هذا الكتاب عرف قيمة الكتاب ومؤلف الكتاب، وعرف حقيقة العجز البشري، لو اجتمع العرب كلهم على معارضته ما استطاعوا، ومسيلمة الكذاب ذُكر عنه شيئاً يعارض به القرآن فأتى بالمضحكات، أتى بالعجائب والمضحكات.
............................. ومِنْهُ الإعْجازُ بِسُورَةٍ حَصَلْ
وأقل السور ثلاث آيات؛ سورة الكوثر. فيحصل التحدي بثلاث آيات أو بقدرها من الآيات الطويلة.