قالوا: نعم في القرآن فاضل ومفضول. المتكلم هو الله-جل وعلا-بالجميع؛ لكن نظراً لموضوع الكلام يتفاضل. فالآيات أو السور التي تتكلم أو تتحدث عن الله-جل وعلا-أفضل من الآيات التي تتحدث بالأحكام. والآيات التي تتكلم في العقائد-مثلاً-أفضل من الأحكام وهكذا.
وفضلاً عن كونها تتحدث السورة-مثلاً-في قصة رجلٍ كافر كـ( تبت ) وجاء في فضل ( قل هو الله أحد ) سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن. وجاء في فضل آية الكرسي وجاء في فضل الفاتحة، وغير ذلك من السور والآيات التي جاءت بها النصوص.
ولا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها. سورة تبت في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟ لا، ويقال في مثل هذا الخلاف: مثل ما يقال في التفضيل بين الأنبياء.
الله-جل وعلا-يقول: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾(١). والنبي-عليه الصلاة والسلام- يقول:(( لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى )) متى يقال مثل هذا؟ متى يمنع التفضيل؟ سواء كان في الآيات أو بين الرسل؟
إذا أدى هذا التفضيل إلى التنقص، إلى تنقص المفضول يمنع. نقول: لا تفضل بين الآيات؛ لأن بعض الناس، لاسيما من بعض الفرق المبتدعة لا يقرأ سورة تبت، ما يقرؤونها، لماذا ؟
لأنها تتحدث في أبي لهب، وعم النبي-عليه الصلاة والسلام-من أهل بيته وعمه، عم الرجل يصير أبيه وهذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.
هذا عندهم-نسأل الله السلامة والعافية-فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل.
والآيةُ الطائفةُ المَفْصُولَةْ... مِنْ كَلِمَاتٍ مِنْهُ.........
من القرآن.
........................................... والمَفْضُولَةْ
مِنْهُ على القَولِ لَهُ كَـ«تَبَّتِ»......................

(١) سورة ( البقرة: ٢٥٣)


الصفحة التالية
Icon