ومنه: حملُ القرآن على المعنى المَرجوح، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية التي لا تحتمل لابد أن تُفسر نصًا، الآية المُحتملة لمعنى راجح، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المَرجوح وهو: التأويل، والتأويل: مركب ارتَكَبَهُ المبتدعة؛ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا، لإثبات ما أرادوا إثباتهُ ونفي ما أرادوا نفيهُ من غير دليلٍ يقتضيه، أما إذا قام الدليل على منع إرادة الظاهر؛ فلابد من أن يُرتَكب التأويل.
................................... لا تَأْوِيْلَهُ فَحَرِّرَا
يعني: عند اقتضاء الحاجةِ إليه، لا متى نسلك هذا المسلك؟
إذا وُجد ما يمنع من إحتمال الراجح، إذا وجد ما يمنع من إحتمال المعنى الراجح مثلاً: ﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾(١)، الإحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم.
لكن الاحتمال المَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
لا، القول المرجوح لهم ولا في لغة العرب، [المعنى] في لغة العرب، اللفظ يحتمل المعنيين؛ لكن هذا راجح وهذا مرجوح، الأصل أن نعمل بالراجح باستمرار في كلّ شيء تعمل بالراجح؛ لكن لو كان هذا الراجح توجد نصوص تمنعُ من ارادته تلجأ إلى المعنى الثاني وهو مقبول في لغة العرب، ما تأتي بلفظ مُبتكر لا سلف لك به وتقول: احتمال مرجوح لا.
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهمّ اغفر لشيخنا وللحاضرين والمُستمعين.
الطالب: قال الناظم_رحمه الله_:
العِقْدُ الأَولُ : ما يَرجعُ إلى النُّزُولِ زَماناً ومكاناً، وهو اثنا عَشَرَ نوعاً

(١) سورة (التوبة: ٤٠)


الصفحة التالية
Icon