الأولُ والثاني : المكيُّ والمَدنيُّ
مَكِّيُّهُ ما قَبْلَ هِجْرَةٍ نَزَلْ | والمَدَنِيْ مَا بعدها، وإِنْ تَسَلْ |
فَالمَدَنِيْ أَوَّلَتا القُرْآنِ مَعْ | أَخِيْرَتَيْهِ، وكذا الحَجُّ تَبَعْ |
مائِدَةٌ، مَعْ مَا تَلَتْ، أَنْفَالُ | براءَةٌ، والرَّعْدُ، والقِتَالُ |
وتَالِيَاها، والحَدِيْدُ، النَّصْرُ | قِيامَةٌ، زَلْزَلَةٌ، والقَدْرُ |
والنُّورُ، والأَحْزَابُ، والمُجَادِلَةْ | وَسِرْ إلى التَّحْرِيْمِ وَهْيَ داخِلَةْ |
وما عَدا هَذا هُوَ المَكِيُّ | على الَّذي صَحَّ بهِ المَرْوِيُّ |
الحمدُ لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين.
بعد أن انهى المؤلف الناظم_رحمه الله تعالى_ مُقدمتهُ شرع في بيان العُقود الستة التي رتب علبها منظومته فذكر العقد الأوّل وفيه ما يرجِعُ إلى النزول، نزول القرآن زمانًا ومكانًا؛ فبدأ بالمكان ثمّ ثَنّا بالزمان، وما يتعلق بالنزول إثنا عشر نوعًا من الخمسة والخمسين، الأوّل والثاني: المكي والمدني،[المكي والمدني]، واختُلف في المراد بالمكي والمدني فمنهم من يقول:
_ المكي ما نزل بمكة.
_ والمدني ما نزل بالمدينة.
وعلى هذا القول يثبُتُ من القرآن ما ليس بمكي ولا مدني، [ماليس بمكي ولا مدني] مما نزل خارج مكة والمدينة.
والقول الثاني:
_أن المكي ما نزل قبل الهجرة، ما نَزَل قبل الهجرة ولو نزل خارج مكة.
_والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بمكة.
وهذا هو المُرجح عند أهل العلم؛ لأنّه هو الذي يُنظر إليه لأنّ العبرة بالزمان، العبرة بالزمان زمان النزول، وما قبل الهجرة يُسمّى مكي، وما بعدها يسمّى مدني.