لا فائدة كبيرة من معرفة مكان النزول إنّما الفائدة في معرفة زمانه الذي يَترتبُ عليه معرفةُ المُتقدم من المُتأخر وبه يُتوصلُ إلى القول بالنسخ عند التعارض وعدم إمكان الجمع.
يقول_رحمه الله تعالى_:
(مَكِّيُّهُ): يعني مكي القرآن الكتاب المُنزل، مَكِّيُّ كتابنا الذي تقدمت الإشارة إليه.
مَكِّيُّهُ ما قَبْلَ هِجْرَةٍ نَزَلْ... والمَدَنِيْ مَا بعدها، ...........
يعني: بعد الهجرة، واعتمد القول الراجح واضرب عن ذكرِ ما سواه.
(وإِنْ تَسَلْ): تسأل، تُسهلَ بحذف الهمز وجاء بهِ النصوص من الكتاب والسنّة، ((سلّ عما بدى لك))، ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾(١).
....................................... وإِنْ تَسَلْ
َفالمَدَنِيْ..........................................
يعني: على سبيل التفصيل، التعريف الإجمالي انتهى منه، المكي: ما نزل قبل الهجرة، المدني: مانزل بعد الهجرة.
(وإِنْ تَسَلْ): عن التفصيل، عن سور القرآن تفصيلاً:
-فالمدني: تسعٌ وعشرون سورة، تِسعٌ وعشرون سورة.
-والمكي: خمس وثمانون سورة.
يذكر الأقل؛ لأن حصرهُ أيسر، ثمّ يُحيلُ بالباقي على النوع الثاني؛ فالمدني وعدّةُ سورهِ تسعٌ وعشرون.
(أَوَّلَتا القُرْآنِ):[أَوَّلَتا القُرْآنِ ] السورتان الواقعتان في أوّل القرآن، ومُقتضى الأوّلية المُطلقة أن يكون المُراد الفاتحة والبقرة، [الفاتحة والبقرة]؛ لكن هل هذا هو المقصود ؟
لا، يَقصدُ بذلك البقرة وآل عمران،[البقرة وآل عمران]، فهذه أوّليةٌ نسبية وليست مُطلقة، الأوّليةُ المُطلقة للفاتحة وقل مثل هذا في تقسيمهم وتحزيبهم للقرآن، وتقسيمه على الأيّام السبعة، يقرؤن القرآن في سبع؛ كانوا يحزبون القرآن ثلاث، ثم خمس، ثم سبع، ثم تسع، ثم إحدى عشرة، ثم الثلاث عشرة، ثم حزب المفصل.
فالمراد بالثلاث الأول: البقرة وآل عمران والنساء. وليس المراد بها: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران.

(١) سورة (البقرة: ٢١١)


الصفحة التالية
Icon