بأحد، نزلت بأحد والقصة معروفة؛ لما مثل المشركون بحمزة عم النبي-عليه الصلاة والسلام-ذكر أنه-عليه الصلاة والسلام-سوف يمثل بسبعين منهم؛ فنزل قول الله-جل وعلا-: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴾، يعني ما عاقبتم بالمثل:﴿لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴾... إلخ السورة. هذه نزلت بأحد.
(وعَرَفاتٍ): يعني نزل بعرفات في حجة الوداع.
(وعَرَفاتٍ رَسَمُوا): يعني بعرفات في حجة الوداع كتبوا نزول قوله-تعالى: ﴿اليومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمُ﴾(١). وفي الصحيح من حديث عمر أن اليهود قالوا للعمر-رضي الله تعالى عنه-:( لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذنا اليوم الذي نزلت فيه عيداً ) ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾فقال عمر:"لقد علمت اليوم والمكان الذي نزلت فيه هذه الآية؛ نزلت في يوم عرفة في حجة الوداع"
.......... وعَرَفاتٍ رَسَمُوا... ؟اليومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمُ؟
يعني كتبوا نزول هذه اللآية.
(وما ذَكَرْنَا هَا هُنَا اليَسِيْر): يعني مما نزل في السفر.
(وما ذَكَرْنَا هَا هُنَا اليَسِيْر): واستوفى السيوطي في التحبير جميع ما وقف عليه، في كتابه التحبير الذي أوصل فيه أنواع علوم القرآن إلى اثنين ومئة من الأنواع. استوفى الآيات التي نزلت في السفر.

وما ذَكَرْنَا هَا هُنَا اليَسِيْر والحَضَرِيْ وقُوعُهُ كَثِيْرُ
لأنه هو الأصل، لأن الأصل الإقامة لا السفر. السفر طارئ، تقتضيه الحاجة، والحاجة تقدر بقدرها. وجاء في الحديث الصحيح:( السفر قطعة من العذاب ). ما مفاد هذا؟
( إذا قضى أحدكم نهمته فليعد ) فليرجع. فالأصل هو الحضر وعلى هذا أكثر القرآن نزوله في الحضر.
طالب يقرأ: الخامسُ والسادسُ : الليليُّ والنَّهاريُّ
(١) سورة (المائدة: ٣)


الصفحة التالية
Icon