فالحاجة ليست داعية مثل الحاجة الداعية إلى التأليف في أصول الفقه، أو علوم الحديث؛ لأنّه مَصون بخلاف السنّة التي وقع فيها، أو وجد فيها الوضع، وفيها الدَس، منذ القرن الأوّل، فلم يروا الحاجة داعية إلى التأليف فتأخر التأليف جدًا؛لكن السيوطي يزعم أن أوّل من ألف فيه البُلقيني"جلال الدين البُلقيني" المتوفي سنة أربع وعشرين وثمانمائة؛ لكن هل هذا الكلام صحيح؟، هل البُلقيني أقدم من ابن الجوزي المتوفى سنّة سبع وتسعين وخمسمائة ؟ لا، هل هو أقدم من الطُوفي؟ لا، الطوفي أَلف، هل هو أقدم من أبي شامة "المرشد الوجيز"؟ لا، فتقدمه ابن الجوزي، تقدمه أبو شامة، تقدمه الطُوفي، تقدمه الزَركَشي؛ لكن السيوطي في أوّل الأمر لم يطلع على هذه الكتب، فقرّر ما قرّر و إلا فكلّهم تقدموه، والزركشي قبل البُلقيني وأَلف كتاب يعد أجمع كتب علوم القرآن، "البرهان في علوم القرآن" يعدّ أكبر وأجمع كتب علوم القرآن، وإن كان في الأنواع أقلّ من الإتقان "للسيوطي"، السيوطي نظر في كتاب "البُلقيني" ونظر في كتب أصول الفقه، وعلوم الحديث وجَرّد ما يخص علوم القرآن فأَلف في ذلك، أوّلاً قبل ذلك المرشد الوجيز لأبي شام، و"الإكسير" للطُوفي، و"فنون الأفنان" وغيرها. المقصود أنَّها كتب كثيرة جدًا.