أَلف السيوطي كتابًا أسماه"التحبير في علم التفسير" ضمنه أكثر من مائة نوع، أكثر من مائة نوع من أنواع علوم القرآن، ثمّ بعد ذلك أَلف "الإتقان في علوم القرآن" جمع فيه الأنواع التي في التحبير وضم بعضها إلى بعض لأنّه يمكن ضمها، فوصلت عنده إلى الثمانين، إذا كان التحبير فيه أكثر من مائة نوع، واقتصرَ من هذه الأنواع في " النُقاية" على خمسة وخمسين نوعًا، اقتصر على خمس وخمسين نوع في "النُقاية"، والناظم تبعه في هذا، لماذا يقتصر على النصف؟، ما ذكر جميع الأنواع في "النُقاية"؟؛ لأن النّقاية إنّما أُلفت للمبتدئين، والمبتدئ تكثير الأنواع عليه لا شك أنّه يُحيره ويشوش عليه فيقتصر على أهم المهمات بالنسبة للمبتدئين، ولو قيل للطالب المبتدئ في أيّ علم من العلوم مثلاً في البداية يُطلع على عشرة أنواع فقط، بحيث إذا ضبطها وأتقنها يُطلع على عشرين نوع منها هذه العشرة التي هي أهم الأنواع ويُزاد عليها عشرة ثانية وهكذا، كما هو الشأن في التدرج والتأليف عند أهل العلم حسب طبقات المتعلمين، فاقتصر منها على النصف مراعاة لحال الطلاب المبتدئين.
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيرًا إلى يوم الدين.
قال الشيخ الأديب المفسر(عبد العزيز الزمزمي) :
تَبارَكَ المُنْزِلُ للفُرقانِ | على النَّبِيِّ عَطِرِ الأَرْدانِ |
مُحَمَّدٍ عليهِ صَلَّى اللهُ | معَ سَلامٍ دائماً يَغْشَاهُ |
وآلِهِ وصَحْبِهِ، وبَعْدُ | فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ |
ضَمَّنْتُها عِلماً هُوَ التَّفْسِيْرُ | بِدايةً لِمَنْ بِهِ يَحِيْرُ |
أَفْرَدْتُها نَظْمَاً مِن النُّقَايَةْ | مُهَذِّباً نِظَامَها في غَايَةْ |
واللهَ أَسْتَهدي وأَسْتَعِيْنُ | لأنَّهُ الهادِي ومَنْ يُعِيْنُ |