والحاكم في المستدرك عقد لها باباً، وذكر في الصحيحين، والسنن، وسائر كتب السنة قراءات نسبت إلى النبي-عليه الصلاة والسلام-متفاوتة الأسانيد ؛ولذا يقول: (وعَقَدَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ ): يعني أبا عبد الله محمد بن عبدالله بن ربيع الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك.
( بَابَاً لها ): يعني للقراءات الواردة عن النبي-عليه الصلاة والسلام-.
( حَيْثُ قَرَا بِمَلِكِ ): في سورة الفاتحة ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾(١) قرأ :( ملك يوم الدين ).
الآن نعود إلى كيفية الآداب، وأنا قرأت الثلاثة آيات من سورة الفاتحة هل أنا آثم بقراءة هذه أو لا؟
وهل جميع القراء الذين يرتلون، ويجودون، وبعضهم يتنطعون في الركعتين الأولتين من الصلاة يؤدون القراءة في الركعتين الأخيرتين كما قرؤوا في الركعتين الأوليين؟
خلهم.. من أشد الناس تجويد، ولا يفوت شيء في القراءة الجهرية، لكن إذا قرأ في السرية يسوي مثل الركعتين؟ يأثم وإلا ما يأثم؟ على قوله. فالمسألة يا إخوان عظيمة السواد الأعظم من الأمة آثم على هذا.
( ملك ): ملك قراءة من؟ قراءة أبي عمرو، وابن عامر، وحمزة وابن كثير، ونافع. نعم؟ ماعدا عاصم والكسائي قرؤوا مالك. والفرق بين القرائتين:( ملك ) و( مالك ): لكل قراءة ما يرجحها من حيث المعنى.
لا نطيل بذكر الفروق والمرجحات في تفسير الفاتحة أو التعليق على تفسير الجلالين من سورة الفاتحة مفصل هذا؛ قرأ بملك يعني النبي-صلى الله عليه وسلم-
وكذا قرأ-صلى الله عليه وسلم-:( الصِّراطُ ): وهو قراءة الجمهور. وقريء أيضاً بالسين والزاي.

(١) سورة ( الفاتحة : ١)


الصفحة التالية
Icon