…قال عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾ (١). أي وأنزل العقل الذي يفرق بين الحق والباطل. وجاء في آية أخرى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ﴾ (٢). والميزان هو العدل، فالله سبحانه قرن بالكتاب أمرين: الفرقان الذي نفرق به الحق في العقائد ونميزه عن الباطل، والميزان، وهو ما نعرف به الحقوق في الأحكام ونعدل بين الناس. قصارى ذلك – إن ما يقوم عليه البرهان العقلي من عقائد وغيرها فهو حق منزل من عند الله. وما قام به العدل فهو حكم منزل من عند الله وإن لم ينص عليه في الكتاب، فالله هو المنزل والمعطي للعقل والعدل – الفرقان والميزان – كما أنه سبحانه هو المنزل للكتاب ولا غنى لأحدهما عن الآخر"(٣).
…فيرى المراغي أن حكم العقل والقرآن من الله – تعالى- سواء بسواء تماماً كمواجيد وخواطر الصوفية.
٦- موقف أبي الأعلى المودودي من العقل:

(١) سورة آل عمران، من الآية ٤.
(٢) سورة الشورى، الآية ١٧.
(٣) المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي، ٣/٩٧، دار إحياء التراث العربي، بيروت.


الصفحة التالية
Icon