…قال في تفسيره "تفهيم القرآن": "والشرط الأساسي لفهم القرآن الكريم أن يتناوله الدارس بعقل متفتح غير متحيّز إليه أو عليه، وسواء كان المرء يؤمن به كتاباً منزلاً من الله أم لا فعليه أن يحرر ذهنه بأقصى ما يمكنه، ويبعد عن التحيّز ويتخلص من كافة الآراء التي كونها واكتسبها مسبقاً، ثم يقرؤه بالرغبة المجردة في فهمه. أما الذين يدرسونه في ضوء المفاهيم المسبقة فلن يجدوا فيه غير أفكارهم فحسب. ولهذا لا يستطيعون الوصول إلى ما ينبغي فهمه وتبليغه من القرآن الكريم، وإذا كانت طريقتهم هذه لا تنفعهم دراسة أي كتاب فكيف تنفعهم دراسة القرآن الكريم، وهو الكتاب الفريد"(١).
٧- موقف د. عبد الكريم محمود الخطيب من العقل:
…قال: "فإننا إذ نقرأ قوله تعالى للنبي - ﷺ -: ﴿ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ﴾ (٢). نلمح في وجه الآية الكريمة دعوة إلى البحث والنظر، وتقليب حقائق الأمور، وعرضها على العقل، ووزنها بميزانه، قبل الأخذ بها، وألا يقبلها قبول استسلام وإذعان من غير اقتناع قائم على الدراسة والتأمل، ومهما كانت ثقة الإنسان في مصدرها، فإن هذا لا يحرم العقل حقه من النظر فيه، نظر بحث وتفحص. إن الشك كما يقولون هو أول مراتب اليقين"(٣).
(٢) سورة يونس، من الآية ٩٤.
(٣) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م٤، ١١/١٠٨١، دار الفكر، بيروت.