…وقال د. الخطيب عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ (١): "هذا هو عنوان الرسالة الإسلامية وهذا هو ملاك أمرها استخدام العقل، واحترام معطياته، وذلك بالتفكير الفردي والجماعي معاً، تفكيراً حراً مطلقاً من كل قيد، محرراً من تلقيات سابقة. فالعقل في مواجهة الرسالة الإسلامية محمول على أن يفكر، وأن يتحرك في جميع المجالات غير مقيد بشيء أو مشدود إلى شيء"(٢).
…وقال د. الخطيب عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ (٣). تحت عنوان: أسباب الخلاف بين أصحاب الأديان وبما يتذرع الإسلام لحسم مادة هذا الخلاف فتوجه إلى العقل العصري، العقل الحديث، فالذي يريده الإسلام، ونريده نحن هو أن يضع العلماء والفلاسفة والمفكرون هذه العقيدة موضع الشك والإنكار إن شاءوا ثم ليعاملوها معاملة القضايا التي ينكرونها، أو يتشككون فيها، وليمتحنوها بكل ما فتح به عليهم من العلم من أساليب الامتحان ثم ليحكموا بعد هذا على الإسلام بما ظهر لهم على محك الفحص والاختبار –ويقول– إن الإسلام ليتقبل هذا الحكم في غبطة ورضى"(٤).
(٢) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م٥، ١٠/٧٥٤، دار الفكر، بيروت.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٣٣.
(٤) الخطيب، د. عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م٥، ١٠/٧٥٤.