…"الآية الثانية: وزيادة على دوران الشمس الظاهري وسط النجوم الناشئ عن دوران الأرض حول الشمس مرة في السنة، ثبت لدى العلماء أخيراً أن للشمس حركتين أخريين حقيقيتين: إحداهما: حول محورها مرة في كل ست وعشرين يوماً تقريباً وتدل عليها أرصاد كلف الشمس، وهي نقط سوداء تظهر على سطحها بين حين وآخر، وتتغير مواقعها بالنسبة إلى السطح، وتقطع المسافة بين حافتي القرص في زمن قدره ١٣ يوماً. ثانيتهما: دوران الشمس (ومن حولها توابعها الكواكب السيارة وأقمارها) حول مركز النظام النجومي بسرعة تقدر بنحو مائتي ميل في الثانية، فالشمس واحدة من ملايين النجوم التي تكوّن النظام النجومي والذي ثبت أنه يدور حول مركزه، ونظراً لأن الشمس لا تقع عند مركزه فإن لها حركة دورانية والذي يفهمه الفلكي أو الرياضي من المستقر بجسم متحرك حركة دورانية، أنه المحور الثابت الذي تكون الحركة حوله، أو مركز المدار الدائري لهذه الحركة، ففي الحالة الأولى يكون المستقر هو الخط بين قطبي الشمس. وفي الحالة الثانية: يكون هو مركز النظام النجومي بأسره الذي تدور حوله الشمس وكافة النجوم الأخرى. وإذا علمنا أن هاتين الحركتين الحقيقيتين للشمس لم تثبتا بالبرهان العلمي والأرصاد الفلكية إلا حديثاً أدركنا ما في هذه الآية الكريمة من إعجاز عظيم"(١).
…ويلاحظ أن ما سقناه بطوله لا علاقة له بنظم الآيات المشار إليها. بل هو شرح للنظريات الفلكية، ثم استشهد بأقوال د. عبد العزيز باشا إسماعيل(٢)، واستشار عبد الحميد سماحة وكيل المرصد الفلكي بحلوان (٣)، والدكتور عبد الحميد عرابي في نظرية الحمل، أستاذ الرياضيات في جامعة بنسلفانيا(٤).

(١) تفسير المراغي، ٢٣/١١، ١٢، وانظر ص ١٠-١٤، من المصدر نفسه.
(٢) صاحب كتاب الإسلام والطب الحديث، تفسير المراغي، ٧/١٩٧.
(٣) تفسير المراغي، ٣٠/١١٢-١١٥.
(٤) تفسير المراغي، ٣/٢٢-٢٣، وانظر تفسيره للآية ٢٦٠ من سورة البقرة ٣/٢٧.


الصفحة التالية
Icon