…وقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ (١): "إن العلم الحديث كشف عن بقاء بعض الناس زمناً طويلاً أحياء وهم فاقدو الحس والشعور، وذكر عن شاب نام نحو شهر في الهند(٢).
…وفي هذا تهوين لمعجزة البعث. فما يعرف في أيامنا هذه بالموت الدماغي ويفقد الإنسان الحس والشعور ليس شبيهاً بالقرية المشار إليها في سورة البقرة. ونوم الشاب الهندي شهراً – على فرض صحة الحكاية – ليس معجزة.
…وفي تفسير سورة الرعد عند الآية ١١، عدّ نظريات الدين – على حد تعبيره – تصادق عليها النظريات العلمية.
…وفي تفسير سورة الفيل تحدث عن مرض الجدري والحصبة وجعل الطير من جنس البعوض أو الذباب(٣)، مقتفياً بذلك آثار إمامه الشيخ محمد عبده في تفسير السورة في جزء عمّ(٤). وتحدث عن طفل الأنابيب في تفسيره سورة الأنعام عند الآية ﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ (٥).
…فالشيخ أحمد يحاول أن ينصب من النظريات العلمية برهاناً على الإيمان بالمعجزة الغيبية الواقعة في الماضي مع أنه لا سبيل إليها غير الدليل السمعي القطعي. وجاء بشائبة أن عدّ أحكام الإسلام نظريات أي أنها تحتمل الخطا والصواب. وخطورة المسألة تكمن في أن من قبل النظرية العلمية في الإثبات عليه أن يقبلها دليلاً في نفي الغيبيات كذلك. وإذا وازنا بين تفسير المراغي وتفسير المنار نجده نسخة مكررة من حيث الأفكار.

(١) سورة البقرة، من الآية ٢٥٩.
(٢) ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ﴾ (الرعد: من الآية ١١)، انظر تفسير المراغي، ١٣/٧٧.
(٣) تفسير المراغي، ٣٠/٢٤٣.
(٤) تفسير جزء عمّ، محمد عبده، ص ١٦١، ١٦٢.
(٥) سورة الأنعام، الآية: ١٣٤. وانظر تفسير المراغي، ٨/٣٩، عن تفسير المنار، ٨/١٠٢.


الصفحة التالية
Icon