٥- تفسير القرآن من القرآن لأحمد فائق رشد:
…قال في تفسير سورة الزلزلة: "ليس المقصود هنا زلزلة الأرض الطبيعية ولاشيء كهذا لأن الزلازل الأرضية لا تخرج لنا الأثقال الموجودة في باطن الأرض بل بالعكس إذا كانت الرجة شديدة، والهزة قوية مديدة فتبتلع القرى والمباني"(١). ثم قال: "فالمقصود من كلام الله هو غير ذلك بل هو الزلزال الوضعي الصناعي الذي يحدث بواسطة الأيدي البشرية يعني الحفريات العديدة العظيمة التي تقوم بها جماعات وشركات لأغراض مختلفة، منها البحث عن الآثار القديمة، والمدن المطمورة. ومنها –وهو المقصود المطلوب هنا- البحث عن المعادن، الكنوز الثمينة كالذهب والفضة والحديد والنحاس والفحم وسائر المعادن الثقيلة"(٢). ثم قال: "من يزور (٣) منجماً واحداً من مناجم التعدين للحديد مثلاً أو للفحم.. يرى(٤) ما يدهش من جبال الأتربة والصخور المستخرجة من باطن الأرض".
…ولم يكتف مفسر القرآن من القرآن في القرن العشرين بهذا التفسير بل قال: "والمعنى الباطني: الزلزلة: الشك في الإيمان والاضطراب في الاعتقاد وضعف الثقة بصاحب الأمر(٥). والأرض رمز الأمة"(٦).

(١) رشد، أحمد فايق، تفسير القرآن من القرآن في دائرة العلم والعقل والواقع المحسوس، ص٤٢، مطبعة النصر بالفجالة، ١٩٥٤، والكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت رمز تفسير ٢٥٩٠٥.
(٢) المصدر السابق، ص ٤٣.
(٣) هكذا وجت في الأصل. وكأن المفسر لا يعرف فعل الشرط وجوابه بأنه يجزم.
(٤) هكذا وجت في الأصل. وكأن المفسر لا يعرف فعل الشرط وجوابه بأنه يجزم.
(٥) تفسير القرآن من القرآن، ص ٤٨.
(٦) المصدر السابق نفسه، ص ٤٩، وانظر قوله بالرمز في تفسير سورة تبّت، ص ٦.


الصفحة التالية
Icon