…ولا يخفى أنه كلام هراء لا يستحق الرد عليه، إضافة إلى أنه يجعل فاصلاً بين سابق الآية في السورة ولاحقها فيعطي لآخرها معنى مخالفاً لما يفهم من أولها. وقد ثبت بالاستقراء أن الآيات في السورة متصلة اتصالاً وثيقاً يأخذ بعضها بحجز بعض فثبت بطلان قوله. وزاد الطين بلّة عندما قال بالمعنى الباطني وربطه بالتفسير العلمي لأنه المخرج الوحيد له لتفريغ ما في ذهنه من خواطر وأفكار فالقول بالباطن وبالرمز والإشارة دليل لمن لا دليل له. وهو يرى أن الاعتقاد بوجود باطنية معنوية للقرآن لا يخرج عن تعاليم القرآن نفسه(١).
…ويجدر بنا أن نشير إلى أن التفسير العلمي قد يكون عند البعض مجرد شعار للتستر به للدعوة العلمانية. والدعوة للعقل تعني التحرر من الدين. وهذا المفسر مثال واضح. فقد قال عن تفسيره: "وأما تفسيري هذا كتفسيري للكثير من سور وآيات القرآن الكريم وبعض آيات الإنجيل والتوراة، فإنه يختلف اختلافاً كلياً أساسياً مع سائر التفاسير ويعارض ما هو متمكن في أذهان الخواص والعوام، ولكنه في الحقيقة يوافق هذا العصر ويجاري تفكير هذا العصر. وينشطه ويتمشى مع علوم هذا العصر. وينطبق على الحقائق المكتشفة في هذا العصر. ولا يخرج عن دائرة القرآن والعلم"(٢).
٦- تفسير جزء تبارك لأحمد مظهر العظمة(٣):

(١) المصدر السابق، ص ٦.
(٢) تفسير القرآن من القرآن، ص ١٤، المصدر السابق.
(٣) صحفي سوري، كان رئيس تحرير مجلة التمدن الإسلامي بدمشق، على مشرب العروة الوثقى والمنار، فسّر جزء تبارك وقال عنه "تفسير لغوي وديني وعلمي مع لفتات إلى أدب السور الرائع المعجز" ولم يستغرق تفسيره تسعين صفحة، طبع في مطبعة الترقي، بدمشق، ١٣٧٤هـ-١٩٥٤م./ من تفسيره.


الصفحة التالية
Icon