النيل من عالم الغيب بالإنكار أو بالتحريف. فأفرطوا بالمحسوس المادي وتنكروا لعالم الغيب بشكل أو بآخر فأوّلوا معنى آدم، والملائكة، واليوم، والجن، وعذاب الآخرة، والسماء، والعرش، والكرسي.. الخ.
جعل العقل والعلم أدلة تنتصب للتحسين والتقبيح، ولتحديد الخير والشر، وللإيمان بالمغيبات وادّعوا أن هذا هو الدين، وأنه دين المستقبل.
الإندغام في الأمم التي جاءت بمعجزات العصر العلمية – على حد تعبيرهم – دون التمييز بين ما يؤخذ وما يحظر أخذه. أي أنه كان دافعاً للتحرر من الدين. قال الشيخ محمد عبده: "إنني أنصح المسلمين أن يطرحوا دينهم جانباً وينجوا بأنفسهم ويسيروا مع الغرب، فلا يسمعوا إلا بآذان الغرب بل لا يسمعوا إلا مقالته، ولا يبصروا إلا بأعين الغرب، ولا يذوقوا إلا بذائقة الغرب، هم الأرواح ونحن الأشباح"(١).
أفرط بعضهم ومنهم طنطاوي جوهري ومحمد فريد وجدي بالتصريح بأن العلوم التجريبية هي الدين نفسه وأعلنوا الجهاد ضد التوحيد والفقه والتفسير والعلوم العربية والشرعية. قال محمد فريد وجدي: "الأصل السادس: الاتجاه إلى نصب العلم فاروقاً بين الحق والباطل. بغير اعتداد برأي طائفة من الطوائف، أو فرد من الأفراد". ويرى أن الأصول الستة التي لا محيص عن تولدها كثمرة طبيعية للثقافة العصرية(٢).

(١) رضا، محمد رشيد، تاريخ الأستاذ الإمام، ١/٦٤، مطبعة المنار، مصر ١٣٥٠هـ-١٩٣١م.
(٢) وجدي، محمد فريد، المستقبل للإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، ص ١٠٨، وانظر الجواهر في التفسير لطنطاوي جوهري كيف يحارب التوحيد، م١، ١/٢٦٦.


الصفحة التالية
Icon