آية سورة يونس يجاب عنها بما أجيب عن آية النحل. أي لا بد من ربط الآية ببعضها وبسابقها ولاحقها حتى يفهم المعنى من الآية، وقال ابن حجر: "فالمراد به من آمن منهم، والنهي إنما هو عن سؤال من لم يؤمن منهم. ويحتمل أن يكون الأمر يختص بما يتعلق بالتوحيد والرسالة المحمدية وما أشبه ذلك"(١). وقال الطبري: "يقول الله تعالى لنبيه محمد - ﷺ -: فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك وأنزل إليك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن تبعث رسولاً إلى خلقه. لأنهم يجدونك عندهم مكتوباً ويعرفونك بالصفة التي أنت موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل كعبد الله بن سلام ونحوه من أهل الصدق والإيمان بك منهم دون أهل الكذب والكفر بك منهم"(٢). والمراد الأمة وليس الرسول لأن الشك ليس من الرسول لأن الوحي ينزل عليه. بل الشك المحتمل من الناس. وخطاب الرسول خطاب لأمته. وعلى هذا النحو يتم فهم الآيات التي فيها شبه سؤال أهل الكتاب. أي ينظر إلى سياق الآية، ولا يجتزأ بعض الآية ويفهم على إطلاقه أو عمومه. ويُنْفى كلُّ النفي أن يكون المقصود سؤالهم عما يعجزنا، أو نتهوك فيه من أمور شريعتنا.

(١) ١٧/١٠٠، فتح الباري، مصطفى الحلبي، ١٣٨٧هـ - ١٩٥٩م.
(٢) تفسير الطبري، ١١/١٦٧.


الصفحة التالية
Icon