…هذه أدلة المنع من قبول الإسرائيليات، وفي روايتها خارج التفسير على حد سواء. وهي أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
…خامساً: أشهر من ورد عنهم روايات الإسرائيليات في كتب الحديث.
…مسلمو أهل الكتاب، عبد الله بن سلام –وكان يهودياً-، وتميم الداري
–وكان نصرانياً-، وهما من الصحابة الكرام. وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وأخوه همام، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وممن طالهم الاتهام من الصحابة من مسلمي العرب: أبو هريرة، وأبو ذر الغفاري، وعبد الله بن عباس.
…هؤلاء كلهم ثقات بالرجوع إلى كتب الجرح والتعديل، وكفى توثيقهم رواية الستة لهم. وهم ثقات لا يجوز أن يتطرق إليهم أي ريب أو شك، ونرى أن بعضهم من خيرة الصحابة، والبعض الآخر من خيرة التابعين شهد لهم الجميع بالعدالة والضبط، وروى لهم الستة، ووثقهم رجال الجرح والتعديل. ولا قيمة للمزاعم التي تخلو من شهادة علماء الحديث والجرح والتعديل، ولا قيمة للشكوك التي يثيرها أعداء الإسلام ومن غرّد في سربهم من أن ديننا متأثر بالثقافة النصرانية واليهودية، ومن أن ديننا يحمل خرافات وأوهاماً، وأما ما ورد في قصص القرآن وفي السنة النبوية الشريفة التي روتها كتب الحديث وصححتها فهي من الوحي وإن كان موضوعها بني إسرائيل، وهي ليست من الإسرائيليات ذلك المفهوم الذي يحمل الاشمئزاز والتقزز في خلط ديننا منه.


الصفحة التالية
Icon