…قال الشيخ رشيد: "وهذه الأناجيل عبارة عن تاريخ ناقص للمسيح، وهي متعارضة متناقضة مجهولة الأصل والتاريخ بل وقع الخلاف بينهم في مؤلفيها واللغات التي ألفوها بها"(١). ومن يمعن النظر فيما ضمنه تفسيره يدرك أن الرجل يشرح دين يهود والنصارى ليبصر الناس فيهما، وليقربهما إلى نفوس المسلمين، ولو جمعنا نقوله عن التوراة والإنجيل لزادت عن المجلدين في تفسيره. والجدير بالذكر أن تفسير المنار لا يفرق بين هذه الكتب وبين السنة بل أعلى شأنها على السنة النبوية في كثير من المواطن ورد الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيحي البخاري ومسلم. لتعارضها مع رواية في كتب التوراة أو الإنجيل(٢). بل ذهب أكثر من هذا فجاء بقصص من واقع الحياة ليهون فضيلة لنبي(٣). وإليك نماذج من هذا اللون في تفسيره:

(١) تفسير المنار، ٦/٢٨٨، تفسير سورة المائدة، آية ١٥.
(٢) المبحث الثالث من هذا الفصل خصص لدراسة رد الأحاديث الصحيحة.
(٣) انظر تفسير المنار، ١٢/٢٨٢، تفسير سورة يوسف آية ٢٤ ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ حيث أورد قصة عن الإباحيين والإباحيات في أمريكا من ملك إربه مثل في خلوة امرأة العزيز بسيدنا يوسف وفاء لعشيق عاهر لا خوفاً من الله ولا حياء من الناس. وذكر قصة المصور السوري –زير النساء- في أمريكا. انظر تفسير المنار، ٩/٥٤٥.


الصفحة التالية
Icon