ورد في تفسير المنار عند قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ﴾ (١): "وفي سفر الخروج من تاريخ التوراة أن الله تعالى قد أنبأ موسى بأنه يقسّي قلب فرعون فلا يخفف العذاب عن بني إسرائيل ولا يرسلهم مع موسى حتى يريه آياته". وقال: "وفي سفر الخروج أنهم في شهر أبيب وكانت إقامتهم في مصر ٤٣٠ سنة"(٢).
ورد في تفسير المنار عند قوله تعالى: ﴿ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ (٣): "وفي سفر الخروج أن بني إسرائيل أكلوا المن أربعين سنة وأن طعمه كالرقاق بالعسل، وكان لهم بدلاً من الخبز. وليس المراد أنه لم يكن لهم سواه إلا السلوى فقد كان معهم المواشي ولكنهم كانوا محرومين من النبات والبقول(٤).
فزج الشيخان مع الرواية الإسرائيلية ما يناقض قول الله –تعالى-: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ ﴾ (٥). فجعلا سفر الخروج مبيناً للآية. وزادا عليه بما يناقض القرآن الكريم ولفظ واحد له مفهوم قطعي في الآية. وهذه شوائب لا ينبغي أن تكون في التفسير.

(١) سورة البقرة، آية ٥٠ وانظر تفسير الآية ٤٩ من السورة نفسها وكيف رد ما ذكره تفسير الجلالين مع أن القرآن يؤيده في سورة طه ٣/٣٧. أن بعض الكهنة أخبروا فرعون أنه سيولد من بني إسرائيل غلام سينزع منه ملكه.
(٢) تفسير المنار، ١/٣١٤.
(٣) سورة البقرة، من الآية ٥٧.
(٤) ١/٣٢٣، تفسير المنار.
(٥) سورة البقرة، من الآية ٦١.


الصفحة التالية
Icon